ثورة اون لاين – آنا عزيز خضر:
ﻻيفرح المبدع السوري بجائزته في المهرجانات العالمية، بقدر فرحته بإيصال رسالته إلى العالم أجمع، ولأنه يسعى من خلال هذه الرسالة لكشف الحقائق المتعلقة ببلده سورية، وبالظروف القاسية التي مرت على أهلها. الظروف التي عاشها بدقائقها ومأساتها فقدمها بعيون من رآها وأحس بها، بكل مرارتها وتفاصيلها.. بعذاباتها وحزن أهلها، وبهول كوراثها وفداحة أحداثها.
قدمها كما هي من خلال إبداعه الواقعي والحقيقي. ذلك أن تزييف الحقائق وقلبها كان جزءا من تلك الحرب الفظيعة التي شنت على سورية وأهلها ومجتمعها.
من هنا تأتي أهمية الأعمال السينمائية التي تتحدث بموضوعية عن الواقع حيث مستواها الفني وتقنياتها، وإيمان من صنعها بها وبقدرتها على أن تكون من بين الأعمال التي تشارك في مهرجانات لها حضورها، بل وتفوز بجوائز وسط أقوى المنافسات العالمية.
من بين هذه الأفلام “أول يوم” وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما – صندوق المنح الإنتاجية لدعم الشباب. وقد شارك في مهرجان براغ للأفلام القصيرة.
الفيلم من تأليف وإخراج “لوتس مسعود” وقد نال جائزتين. جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل إخراج.
حول هذا العرض الذي شارك فيه الممثلون “لوريس قزق” و “اياد عيسى” و”حسن خليل”. و”آية محمود” و”ملهم بشر” و”علاء زهر الدين” و “رنده كروشان” و”أمينة عباس” والورد دمقسي”.. حول هذا العرض، تحدثت لنا مخرجته “لوتس مسعود” قائلة عنه وعن تجربتها فيه:
“إنها التجربة الإخراجية الأولى لي، وقد كان فخراً لنا أن يفوز فيلم سوري وسط حضور عالمي لأفلام متميزة ومتنوعة، كما أن هناك مواقع عالمية تشارك في المهرجان، تحتفظ بالأفلام الفائزة وبالمعلومات حولها، لتكون متاحة عالمياً أمام الجميع. الأهم من كل ذلك، أن الفيلم يقدم بعين الصدق كيف عشنا كسوريين أثناء الحرب، وكيف وصفنا الأحداث بلساننا ﻻ بلسان إخباري أو لسان مسيّس.. وصفناها بلسان إنسان سوري بحت، فمن المهم جداً أن تصل تلك المأساة وتفاصيلها بشكل حقيقي عبر جيل الشباب الذي لابد أن يروي ماعاشه من مأس لأناسٍ قد لا يعرفون شيئاً عن سورية، إﻻ من خلال ما نقلته الأخبار عنها.
لقد آمنّا كفريق عمل بما قدمناه، فكانت النتيجة تتويجاً لجهودنا جمعياً، وقد قصدنا بالعنوان، أول يوم تتوقف فيه القذائف عن مدينة دمشق، بعد أن ترقب الناس الموت في كل لحظة من جرائها”.