لغتنا العربية جوهر الأصالة.. وإن صُبغت بلهجاتنا

الثورة – رانيا حكمت صقر:

اللغة العربية، ركيزة الهوية وجسر التواصل، تواجه تحديات متزايدة في زمن التغير الاجتماعي والثقافي، خاصة مع تداخل اللهجات المحلية نتيجة النزوح والتهجير.

في هذا السياق، يسلط أستاذ النقد والأدب العباسي في جامعة حلب، وحيد صبحي كبابة، الضوء على هذا الملف الحيوي، مستعرضاً لصحيفة “الثورة” الأبعاد المختلفة لتأثير اللهجات على اللغة العربية الفصحى، كما يقدم نظرة متوازنة تجمع بين أهمية الحفاظ على الفصحى وضرورة احتضان التنوع اللغوي كجزء من الواقع الاجتماعي.

تأثير اللهجات المحلية في زمن تتزايد فيه الهجرات الداخلية والخارجية بفعل الحروب والظروف المعيشية والدراسية، يبرز موضوع تأثير اللهجات المحلية على اللغة العربية الفصحى كأحد أبرز التحديات التي تواجهها.

الناقد كبابة يؤكد أن هذا الملف معقد ومتداخل، قائلاً: “إذا تحدثنا عن التحديات التي تواجهها اللغة العربية، فسنعتبر اللهجات إحدى القضايا الرئيسة التي تواجهها الفصحى”.

موقف واضح تجاه اللهجات

مشيراً إلى ضرورة تبني موقف واضح تجاه اللهجات المتنوعة السائدة، يبرز كبابة أن الأمر يتطلب ضبطاً للحفاظ على هوية اللغة العربية الفصحى من دون إقصاء اللهجات.

موضحاً: “أجد طرحاً مقابلاً يدعو إلى تعزيز هذه اللهجات”.

اللهجات والتغير الاجتماعي

ويشير كبابة إلى أن تداخل اللهجات ظاهرة طبيعية نتيجة للتغيرات الاجتماعية، حيث لا يخلو أحد منا من لهجة نقية 100%. ويورد مثالاً شخصياً، قائلاً: “لهجتي في حلب ليست حلبية بالمعنى التقليدي، كما يعرفني الآخرون في أماكن أخرى من خلال السلام”.

التفاهم والتعايش بين الناس

هذا التغير واللهجات المتعددة يعزز التفاهم والتعايش بين الناس، فلا يمكن للمجتمع أن يبقى محصوراً في مجتمع لغوي أحادي. وفي إطار دعم هذه اللهجات، يشدد كبابة على أهمية الأدب الشعبي كوسيلة لتوثيق اللهجات أدبياً ولغوياً، مستشهداً بموسوعة خير الدين الأسدي عن حلب وبعض الجهود الجامعية التي تدرس مادة الأدب الشعبي.

الحفاظ على اللغة الفصحى

لكن مع ذلك، يصف كبابة دور وسائل الإعلام بأنه مختلف تماماً، ويؤكد أهمية أن تحافظ على لغة عربية واحدة مفهومة للجميع. كما يتساهل في استخدام اللهجات بشكل محدود في المسرح والدراما لتعزيز التلاقح والواقعية، منتقداً المبالغة التي قد تُفقد المشاهدين الواقعية في تقديم الشخصيات.

لهجات المهاجرين وتأثيرها في اللغة

كما يروي من تجربته الشخصية ظاهرة مألوفة: لهجة المهاجرين العائدين تختلف كثيراً عن لهجة المقيمين، بسبب حفاظهم على لهجتهم الأصلية، في حين تطورت لغة المجتمع المحيط بهم.

يؤكد أستاذ النقد والأدب العباسي وحيد كبابة أن التطور والتلاقح اللغوي أمر طبيعي وقد يكون إضافة قيمة تعزز اللغة والثقافة. ويؤكد أن هذا لا يعبر عن انكفاء أو سلبيات، بل هو تعبير حي عن واقع اجتماعي متجدد.

آخر الأخبار
الكتاب الورقي.. عودة الروح إلى الصفحات شركة الصرف الصحّيّ بحمص تطالب بتعديل التشريعات واستبدال آلياتها المتهالكة ترامب طلب تمديد اللقاء مع الشرع في "البيت الأبيض" الوزير الشيباني: بحثنا في واشنطن الملف السوري بجميع جوانبه وإعادة الإعمار ضمن سياق جديد سوريا تدخل "التحالف الدولي" باتفاق سياسي.. كيف سيكون شكل العلاقة؟ نحاسيات سوق مدحت باشا.. تفاصيل صغيرة تخبىء فلسفة الحياة ترامب بعد لقائه الرئيس الشرع: سأبذل كل ما في وسعي لإنجاح سوريا مازوت التدفئة للمدارس الجبلية بطرطوس ينتظر التمويل العمل عبر الإنترنت.. هل بات حلاً بديلاً للهجرة الاقتصادية؟ الرياح.. قوّة الطبيعة لإعادة التوازن لشبكات الكهرباء ترامب يتعهد بدعم القيادة السورية بعد لقائه الرئيس الشرع في "البيت الأبيض" المنشآت السياحية بحلب تنضم لحملة "حلب ست الكل" "سويفت".. يعزّز ثقة المستثمرين بقدرة النظام المصرفي من الورق إلى الشاشة.. هل التعليم الإلكتروني خيار أم ضرورة؟ الهندسة تبدع وشباب سوريا يصنعون المستقبل لجنة "الاستثمار العقاري" تطلق رؤيتها لـ "إعمار بيد سورية" الرئيس الشرع: سوريا في عهد جديد مع واشنطن وترتيبات أمنية مع "إسرائيل" المزاج الرقمي السوري يفكّك "بالون الاختبار" الروسي.. ما وراء تسريبات لافروف؟ كأس العالم للناشئين.. ألمانيا والبرازيل للدور الثاني متصدرين الأولمبي يواجه نظيره الأردني ودياً