الثورة أون لاين -باسل معلا:
الحديث عن الزراعة له الكثير من الشجون، فعلى الرغم من كل الإجراءات السابقة التي قدمتها وما تزال وزارة الزراعة والجهات المعنية لدعم الفلاح إلا أن الواقع الحالي لا يبشر بالخير وخاصة مع ارتفاع أسعار مستلزمات العملية الزراعية لحدود لا طاقة للفلاح على تحملها ليستمر في الإنتاج وزراعة أرضه.
الطامة الكبرى أن هناك خللا كبيرا فيما يتعلق بعملية الإنتاج برمتها، فتاجر سوق الهال يحقق أرباحا أكثر من الفلاح الذي يعاني الأمرين لإنتاج المحصول، في حين أن تاجر سوق الهال يحقق أرباحا دون أي جهد يذكر، وكذلك تاجر الجملة الذي يحقق أرباحا أعلى من المنتج والصناعي الذي يجب عليه تحمل الكثير من التكاليف وبذل الجهد والمخاطرة، والأسباب في هذا الخلل عائد لعدم توجيه الدعم بشكل صحيح لكل من المزارع والصناعي والمنتج.
القطاع الزراعي اليوم بحاجة لدعم حقيقي يقدم بطريقة مختلفة بسخاء، وهو أمر أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير أمام أعضاء مجلس الشعب، حيث أكد أن الإصلاحات العاجلة في قطاع الزراعة قادرة على إعطاء نتائج سريعة وواسعة أكثر من القطاعات الأخرى.. لذلك يجب أن تشكل هذه الإصلاحات أحد المحاور الرئيسية لعمل المؤسسات الحكومية في المرحلة القادمة.
هذا التوجيه يجب أن ينفذ وبسرعة، فالخطر المحيط بالفلاح كبير، وقد يؤدي لعزوف الفلاحين عن زراعة أرضهم لنتحول من دولة منتجة زراعيا تتمتع بالأمن الغذائي لدولة مستوردة، وعليه يجب أن يتحول الدعم من انتقائي كما هو الحال الآن إلى دعم شامل يصل لجميع الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية، وهو أمر ليس مستحيلا وخاصة أن المنظومة الزراعية في سورية ما زالت متماسكة ومنتشرة على مختلف أنحاء الوطن.