منذ أن بدأت الهرولة نحو الكيان الصهيوني الغاصب، بدا واضحاً وجليّاً أن ثمة من كان يعمل بالخفاء للوصول إلى هذه اللحظات التي يدعي فيها بعض من يدعون أنهم كانوا في صف القضية العربية المركزية، قضية الأرض المحتلة واغتصاب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، دشّن السادات هذا الجنون العبثي ومرت عقود على ما فعله، ولكن ما الحصاد الذي كان وكيف يمكن أن يجرب هذه الهرولة من رأى أن الكيان الصهيوني لا يمكن أن يؤمن جانبه، لأن طبيعته العدوانية هي التي تجعله باقياً على قيد الوجود؟.
عنصريته التي يضخها بشرايين مستوطنيه وهم بالأصل معدون لمثل هذه الروح وبالتالي، كان حصاد المهرولين الأعراب وخيماً فقدان ثقة شعوبهم بهم، على الرغم من كل ما يبدو من ضجيج إعلامي يريد أن يصور أن هذا ينال رضى الشعب العربي.
في هذا المشهد الذي تظهر ملامحه بقوة بتوقيت أراده ترامب، ليقدم للكيان الصهيوني أوراق اعتماد جديدة قبيل الانتخابات الأميركية القادمة، يبدو فيه الأعراب مجرد دمى لا قيمة لها ومتممات لما سمي صفقة القرن ومحاولة ضخ شيء من روح الحياة فيها، لكن هذه المخصبات ليست بذات نفع، أبداً، لقد عرّت هؤلاء تماماً وربما يمكن القول: إنها ورقة الستر الأخيرة التي كانت مختبئة وقد سقطت وسوف يسقطون معها.
والنظام التركي الذي وجد الفرصة مناسبة للمزيد من التضليل والضخ الكاذب، ليس ببعيد عما يجري، ولا يغرنّ أحد بالصوت المرتفع المندد، فهو علامة رضى وقبول، فهل نسينا أن العلاقات التركية -الصهيونية، قد وصلت مداها مع أردوغان وأن التعاون بين الجانبين بلغ حداً بعيداً؟.
هؤلاء المهرولون، من سبق ومن لحق أو قد يلحق، ستكون الخيبات حصادهم وهم يعرفون ذلك، لكن ليس بإمكانهم أن يكونوا خارج حبل المشغل الأميركي.
من نبض الحدث – ديب علي حسن