تاريخ الفن السينمائي

الثورة أون لاين- هناء الدويري:

استعار الأقدمون الصورة الأولى للسينما من غرفة الفيزياء، واعتمدوا بداية على شبكية الأعين لتوّهم الحركة بتتابع الصور تحت أنظارنا لأن الصور التي ترتسم على شبكية العين لا تُمحى سريعاً، وبعد نيوتن والشفاليه دارسي في القرنين السابع والثامن عشر قام بيتر مارك روجه الإنكليزي ذو الأصل السويسري بالسير في الطريق التي تقود إلى السينما، وطبق أعماله فيزيائي بريطاني شهير سنة ١٨٣٠ فبنى دولاب فاراداي، وهو عبارة عن اسطوانة مسننة تلاحظ في مرآة، وبدأت رسوم التوماتروب.
هكذا كانت ولادة الرسم المتحرك الذي أسّس لفنّ السينما لاحقاً، وهذا ما قام بعرضه وتقديمه الباحث والناقد السينمائي جورج سادول (١٩٠٤ – ١٩٦٧ ) الذي واكب السينما العالمية منذ نشأتها وجاء كتابه “تاريخ الفن السينمائي ” تأريخاً لمراحل تطور السينما بتفاصيلها الفنية والتكنيكية والاقتصادية، وتطور الآلات والموضوعات والمضامين والإخراج، والأساليب الفنية
الكتاب من القطع المتوسط في ١١٩ صفحة قام بترجمته “بهيج أحمد ” وإصدار المؤسسة العامة للسينما، في الفصل الأول من فصوله السبعة يتحدث عن اختراع الآلات وتطورها بدءاً من أجهزة الكيناتوسكوب، حيث تم تمرير الأفلام في فانوس سحري بحركة متقطعة بواسطة أجهزة ميكانيكية كلاسيكية (صليب مالطة، دوائر ذات مراكز مختلفة، دواليب مسننة…)
ولم تُحرز الأفلام المقدمة نجاحاً يُضاهي مشهداً واحداً مما قدمه السينمائي لوميير ابتداء من كانون الأول ١٨٩٥، في المقهى الكبير، جادة الكبوشين في باريس.
في الفصل الثاني يتحدث سادول عن الصور المتحركة الأولى والمنافسة للوصول إلى صورة تستمر لدقيقة واحدة تدور إلى مالانهاية وبقيت مقدمات للتمثيل الحقيقي الذي تجلى في فيلم “بيرو المسكين ” الذي يدوم اثنتي عشرة دقيقة عبارة عن تمثيل إيمائي مضيء، وفيلم “حول الكابين ” بأشخاص نموذجيين وقصة محبوكة، وكان ديكسون هو الأول الذي صنع المسرح فيلمياً، ثم أتى أدمون كوهن ليعرض بتقنية الكيناتوسكوب، ثم لتلوّن زوجته الأفلام بتقنية الفيتاسكوب ولكن كل ذلك لم يستطع منافسة السينماتوغراف.
جورج ميليه خرج عن الصيغة اللوميرية وهنا يبدأ الفصل الثالث في الإخراج، فهو الخالق الحقيقي للمنظر السينمائي، وخصص ثمانين ألف فرنك ذهبي لبناء استديو سنة ١٨٩٧ في مزرعته ولتبدأ الحيلة السينمائية لديه بالصدفة، واختار للسينما التصاميم والريبورتاج، سيناريو، ممثلين، ملابس، ماكياج، ديكور، آلات…الخ وفي سنة ١٩٠٢ سجّل ميليه أوج جماليته وتجارته حين أنتج فيلم “فوران مونبليه “.
الفصل الرابع يعرض للسينما الإنكليزية وأفلام وليم بول، ومشاهد الهواء الطلق ل وليامسون و ج.إ سميث من بريغتون
سميث طرح فكرة تناول المخططات العامة والمخططات الكبرى في المشهد الواحد وهذا ما يُسمى بمبدأ التقطيع واختار لفيلم “عدسة الجدة ” و “ما يُرى في تلسكوب ” هذا النسق الثوري سنة ١٩٠٠.
ألفرد كولان طوّر أفلام المطاردة الهزلية التي بدأ بها وليامسون
محتوى الأفلام الإنكليزية جذاب كشكلها، وإذا كان الهواء الطلق قد أوجد التقنية فإن الزبائن تطلبوا من الموضوعات المطروقة نوعاً من الواقعية الاجتماعية.
الفصل الخامس يؤرّخ للفترة الواقعة بين ١٩٠٣ و١٩٠٩ وهو عصر “باته” في السينما حيث تحولت السينما إلى صناعة كبرى سيطرت فيها “فانسين ” على العالم بأسره أكثر مما تستطيع اليوم قوى هوليود الكبرى أن تسيطر عليه.
“زيكا” الذي اختاره شاول باته وسلّمه إدارة الإخراج في فانسين عرف أن يفهم الذوق الشعبي، ذوق روّاد الأسواق العامة وزبائنهم بعد أن تخلى “المجتمع الفاضل “عن السينما للأولاد وعامة الشعب، فأخذ باته يُنتج للشعب بالجملة…
الفصلين السادس والسابع ضمنهما الباحث تطور الإخراج في أوروبا وأميريكا وكل الأفلام التي مرت في تلك المرحلة، الجيّد والرديء منها، والشركات السينمائية والمنافسة فيما بينها والمزاحمة في الإخراج في اليابان ١٩٠٣ والصين ١٩٠٨ وإسبانيا ١٩٠٢ وفي تشيكوسلوفاكيا ١٩٠٨ وبولونيا ١٩٠٨ وروسيا وإيطاليا
رغم المنافسة احتاجت السينما إلى مخيلة وموضوعات ذات قيمة لتخرج من دائرة مفرغة ولتجذب إلى القاعات الجمهور، وارتسمت تلك الحركة بعد سنة ١٩٠٦ وقد بعثها انتصار فيلم “الآلام “لباته، وفيلم “أيام بومباي الأخيرة “في إيطاليا، وفي الولايات المتحدة شكسبير و”نيرون يحرق روما” وفي الدانمارك “غادة الكاميليا “.
يواصل جورج سادول منذ عام ١٩٣٨ أعمالاً عن تاريخ السينما منذ نشأتها، وفي جميع البلدان وقد نُشرت كتبه وأبحاثه التاريخية في دور النشر المختلفة في هوليود ونيويورك ولندن وروما وبودابست وبراغ وفرسونيا وميلانو وجنيف…الخ وهو السكرتير العام للاتحاد العالمي لنوادي السينما، ونُشرت مؤلفاته وأعماله في ثماني عشرة لغة.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها