الثورة أون لاين _ يونس خلف :
رغم الحرب على سورية إلا أن جيلاً من الأطفال تأقلم مع هذه الظروف الصعبة بل تحداها وتغلب عليها وآثر الاستمرار في التعليم بظروف صعبة من أجل رسم مستقبل بلاده ، عدد كبير من الأطفال يتلقى التعليم اليوم في صفوف مسبقة الصنع بعد أن دمرت الحرب مدارسهم.
يضاف إلى ذلك آثار الحرب التي تسببت في حرمان أطفال سورية من حياة طفولتهم التي كان كل أطفال العالم يتوقون إليها . ورغم كل ما حدث تعددت اشكال الانتصار على الحرب العدوانية وكان أطفال سورية أحد عوامل هذا الانتصار من خلال التحدي والتغلب على كل الصعاب .
المثال اليوم من مدينة القامشلي حيث سجل الطالب حسين خالد عمر وهو في الصف الثامن رقماً قياسياً عالمياً جديداً في مسابقة الحساب الذهني( فلاش انزان) في برنامج المادة الرمادية التي أقيمت في المغرب مؤخراً.
واستطاع تحقيق المركز الأول على مستوى الوطن العربي في البرنامج من خلال جمع وطرح 150 رقم آحاد في زمن قدره 0ر070 جزءاً من الثانية محطماً بذلك الرقم العالمي السابق المسجل باسم طفل من اليابان والمقدر بـ 0ر200 جزءاً من الثانية في جمع 100 رقم آحاد.
حسين الذي مثل سورية في برنامج المادة الرمادية في المغرب على مستوى الوطن العربي وتمكن بقدراته المميزة من التفوق على كل المشاركين وتسجيل رقم عالمي جديد يقول: إنه أحب الرياضيات ولا سيما الحساب الذهني ولذلك ذهب للالتحاق بمركز الآيلتس وتمكن بمساعدة مدربته وتشجيع أهله من التفوق في هذا المجال وتعلم جمع وطرح الأعداد بسرعة متبعاً عدة طرق.
ويقول في حوارنا معه إنه يهدي فوزه لوطنه ولأطفال سورية وهو يتمنى أن تتوافر لكل الأطفال الإمكانيات اللازمة والتشجيع من الأهل لتنمية قدراتهم .
والد حسين المهندس الزراعي خالد عمر لديه أربعة اولاد اثنان توءم هما (حسين) و(جود ) الصف الثامن و (علي) في الصف السادس والرابعة ( يسر) الصف الأول وكلهم متفوقون ويمتلكون قدرات عالية في الذكاء والتميز . وقد بدت عليهم مؤشرات التميز والإبداع من خلال اهتمامهم بدراستهم اولاً وتفوقهم في اي نشاط أو مسابقة يشاركون فيها .
و يقول والدهم :
سجلناهم في معهد مختص بالحساب الذهني وسرعان ما طرحت المدربة فكرة عرض موهبتهم على مدرب في المغرب للمشاركة في المسابقة فقامت مدربتهم بتنظيم مسابقات واختبارات للأخوة الأربعة ومعهم متسابق آخر من المعهد وتم اختيار حسين من بينهم .
فقام حسين بتصوير مقاطع بعد تنزيل تطبيقات على (الواتس) وارسلها إلى المدرب المغربي وكان أول مقطع سجله ٢٥ عملية حسابية بسرعة 0,1 وكان المدرب المغربي مدهوشاً عندما تحدثنا معه وقال لنا هذا الرقم على المستوى العالمي فطلب منا تصوير مقطع يظهر فيه وجه حسين وعملية التطبيق معاً ربما لأنه لم يصدق ما شاهده في المرة الأولى وطبعاً هذا الأمر جعل حسين يندفع أكثر لزيادة السرعة فعندما أرسلنا مقطعاً جديدا للمدرب المغربي كان جوابه: إن هذا الأداء غير طبيعي لا بل إنه خرافي لأن الرقم العالمي هو صفر فاصلة 4 بينما سرعة حسين صفر فاصلة صفر 4
ويروي لنا الأب كيف يذهب حسين سيراً على الأقدام إلى مدرسته مسافة 1,0 كم ذهاباً ونفس المسافة إياباً ليبدأ في البيت بتنظيم وقته للدراسة ومتابعة موهبته وهو لا يستخدم الموبايل إلا لتطوير قدراته في الحساب الذهني ولا يتابع اي نوع من برامج التلفزيون . ويشرح الأب كيف يلاحظ على ابنه حب الاستطلاع والميل إلى فك الأشياء وتركيبها وهو مرن في تفكيره ولديه قدرة على التأمل والملاحظة ويتميز بذكاء اجتماعي وثقته بنفسه كبيرة و يتسم سلوكه أحيانا بالتحدي ويتحمل المسؤولية بدرجة كبيرة من الجدية والالتزام.
ويرى والد حسين أن هذا الفوز يؤكد قوة تحدي الشعب السوري من كل المكونات والاختصاصات والأعمار بما فيهم الأطفال واستعدادهم للانتصار على الظروف التي نتجت عن الحرب الظالمة على سورية وهي رسالة للعالم كله بأن خندق المواجهة والدفاع عن الوطن لا يقتصر على انتصارات الجيش العربي السوري فقط وإنما خندق المواجهة موجود في كل المجالات لتعزيز انتصارات الجيش