الثورة اون لاين –زينب درويش :
لاتتوقف أطماع أردوغان الانتهازية عند حدود، حيث لم يكتف الاخواني العثماني بما قدمه من تمويل لوجستي ومادي للمجموعات الإرهابية وسرقة ثروات الشعب السوري على الأراضي السورية فضلا عما فعله في العراق وصولا إلى دعمه الميلشيات الإرهابية في ليبيا، بل تمتد أطماعه التوسعية لنهب ثروات “المتوسط”، حتى وإن أدى ذلك لمواجهات عسكرية مع الدول الأوروبية المستهدفة بثرواتها، فرغم التوتر المتصاعد جراء استفزازاتها المتواصلة، أعلنت تركيا تمديد عمليات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط والتي نددت بها اليونان، متجاهلة الدعوات الدولية لتخفيف التوتر مع أثينا.
وأعلنت البحرية التركية في إشعار بحري (نافتكس) مساء الإثنين تمديد مهمة سفينة المسح الزلزالي عروج ريس، إلى جانب سفينتي الدعم اللوجستي عثمان وجنكيز خان، حتى 12 أيلول.
وكانت أنقرة أرسلت سفينة عروج ريس ترافقها سفن حربية إلى جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في 10 آب ما أثار غضب أثينا وصعد التوتر بين البلدين.
ويأتي تمديد المهمة وسط تصاعد التوتر، الذي اتسم باستعراض القوة، وأجرت تركيا واليونان الأسبوع الماضي مناورات بحرية متنافسة.
هذا الأمر لاقى استنكارا من قبل الاتحاد الاوروبي الذي جدد اليوم الثلاثاء تضامنه مع اليونان وقبرص في أزمتهما القائمة مع تركيا مطالبا أنقرة بوقف التصعيد شرقي المتوسط بعد إعلانها تمديد عمليات التنقيب التي يرفضها البلدان.
وقال الناطق الرسمي باسم مفوضية الشؤون الخارجية بالمفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، في إحاطة إعلامية، حول قرار تركيا تمديد عمليات التنقيب في البحر المتوسط، : موقفنا يبقى واضحا بناء على استنتاجات مجلس الشؤون الخارجية الأخير فالاتحاد الأوروبي متضامن مع قبرص واليونان وتبقى توقعاته من تركيا أن تخفض التصعيد في المنطقة وتغير تصرفاتها.
وشدد على إمكانية فرض عقوبات وإجراءات إذا لم تغير تركيا تصرفاتها، مضيفا “نأمل أن تأخذ تركيا هذا بالاعتبار وأن تنخرط في مفاوضات مع جميع الأطراف كي لا نأخذ طريق العقوبات.
وفي سياق محاولاته المتكررة لإبعاد الشبهة عنه وشرعنة سرقته للثروات النفطية على السواحل اليونانية زعم رئيس النظام التركي رجب أردوغان إن محاولات الاستيلاء على ثروات المتوسط، التي هي حق لكل بلد يطل عليه، تعد وجها جديدا من وجوه “الاستعمار الحديث”.
وادعى أردوغان أن محاولة حبس تركيا في نطاق سواحلها من خلال جزيرة ميس اليونانية التي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربع فقط، أبرز تعبير عن الظلم وعدم الإنصاف بحسب تعبيره.
وفي إشارة إلى اليونان تبجح أردوغان بالقول :إن محاولات الدفع بدولة لا تنفع نفسها لمواجهة ما أسماها “قوة إقليمية ودولية” مثل تركيا، باتت أمرا مضحكا، معتبرا أن التصريحات الدبلوماسية والسياسية الخداعة لم تعد كافية للتغطية على ظلم الدول التي تظن نفسها عظيمة وقوية ولا تهزم.
بدوره ادعى وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو أن بلاده تؤيد الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع كافة الأطراف حول شرقي البحر المتوسط من أجل تحقيق التقسيم العادل.
وفيما يخص نقل اليونان جنودها إلى جزيرة “ميس” التي تبعد كيلومترين عن قضاء “قاش” بولاية أنطاليا، قال تشاووش أوغلو: “إذا تجاوز حجم التسليح حده فإن اليونان ستكون هي الخاسرة”، في إشارة واضحة إلى نية النظام التركي للدفع نحو التصعيد.