الثورة اون لاين -حسين صقر:
ليس كل مبتسم سعيدا في حياته، وليس كل عابس حزينا، والكثير منا يخفي في داخله مئات الأسرار، إذ ليس من الضروري أن نتحدث بأمورنا الحياتية في كل مجلس، لأن هناك من يتمنى لنا السقوط والإخفاق، ويحيطنا بهالة سلبية لامثيل لها، وهناك أيضاً من يفرح لفرحنا ويحزن لآلامنا.
لكن بالنتيجة هناك قواعد وأسس في الحياة، لابد من معرفتها، كي لاتصبح خصوصياتنا قصصاً في كتاب يقرأه الجميع ويعلم ما يحتوي بين دفتيه، ولاسيما أن الألم لايؤثر إلا على صاحبه، ولو تحدثنا للمئات عن الأوجاع لما حصلنا على ما يريحنا إلا ماندر.
منى الزعبي قالت: إن البعض من الأشخاص يستغلون ما نبوح به لهم من أسرار ضدنا، ولاسيما عندما نختلف معهم بالرأي ووجهات النظر، أو حتى عندما تحصل بيننا مواقف معينة مادية كانت أم معنوية، ولذلك ليس من الضروري أن نفصح للآخرين عما يختلجنا من مشاعر، لأن الغالبية العظمى بالنتيجة يهمهم فقط مصالحهم واستغلال تلك المواقف وتجييرها لمصلحتهم.
مهند المتني أوضح أن لكل شخص خصوصياته، والبيوت أسرار، ومهما تحدثنا عما يؤلمنا لن نحصد أي نتيجة، لأنه على العكس تماماً يمكن أن تكون تلك الأسرار مادة للتسلية والحديث بين الناس، ولهذا من الضروري التكتم عليها، اللهم إذا كانت تلك القضايا تخص المجتمع، ويمكن أن تحمل في طياتها العبرة، كي لايقع غيرنا في فخ الخطأ، ويستفيد من ذلك الموقف الذي حصل معنا.
بدورها أشارت سمية لطف الله إلى أهمية التكتم على الخصوصيات، ولاسيما فيما يتعلق بالأولاد والأسرة والوضع المعيشي، والخلافات مع الآخرين، حيث يمكن أن يستغل البعض تلك الخلافات لزرع الفرقة بين الأهل والاولاد، أو الأهل والجيران، وتنفيذ بعض الغايات الخاصة لإلصاق التهم بهم، ونقل الأحاديث غير الصحيحة، والتركيب عليها وزيادتها سلباً.
ولاء محمود قالت: كلما اتسع المحيط الذي تتفشى فيه الأسرار، كلما أصبح استغلال خصوصياتنا اسهل، وعندها نفتح بطريقة او بأخرى المجال للآخرين كي يقارنوا تصرفاتنا مع غيرهم، ونجعلهم يتساءلون لماذا كانت ممارساتنا وتصرفاتنا معهم تختلف عن غيرهم، وهذا يولد لديهم الشعور بالكره نحونا، لأنه لايعقل أن نعامل الجميع بنفس السوية والطريقة، حيث الناس يختلفون عن بعضهم في الحاجات واللقاءات والمتطلبات والحقوق وتأدية الواجبات، ولهذا نحن مضطرون للتعامل مع الأشخاص كل حسب تعامله معنا.
بالنتيجة لابد من الاحتفاظ بما يخصنا، وعدم وضعه بين الناس ليتصرفوا به كما يشاؤون أو يرغبون أو يتناسب مع أهوائهم.