ثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
خيال الحديث عن المؤامرات المتواصلة يعصف بعقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجاري بشكل جنوني، فالوقت المتبقي لانتخابات الرئاسة القادمة يثير شهيته لتقديم ونسج الكثير من الحديث والتصريحات عنه وحوله، كوسيلة خبيثة وعاطفية لإقناع الرأي العام الأميركي بتثبيته على كرسي الحكم مجدداً، وتشويه سمعة خصمه الديمقراطي جون بايدن، فالمرحلة تستدعي منه استغلال الفرصة المتبقية لاستعطاف الأميركيين رغم حجم الهجوم الداخلي عليه من سياسيين ومتظاهرين محتجين ضد عنصريته وسياساته الرعناء.
ومع أسابيع فاصلة عن 3 تشرين الثاني المقبل جدد ترامب التلميحات إلى نظريات مؤامرة على اختلافها، يتحدث بعضها عن مخرّبين غامضين على استعداد للقيام بأي شيء يمكن أن يضرّ به.
وعلى حد زعمه فإن آخر مؤامرة تشير إلى طائرة مكتظة بمثيري الاضطرابات أُرسلت بحسب زعمه لبلبلة المؤتمر الوطني الجمهوري الذي عقد الأسبوع الماضي في واشنطن لتسميته رسميا مرشحا عن الحزب للبيت الأبيض.
وروى الاثنين لشبكة فوكس نيوز قوله: “صعد أحد في طائرة أقلعت من مدينة “لم يسمها” في نهاية الأسبوع الماضي، وكانت الطائرة مكتظة وجميع ركابها تقريبا “أوغاد” يرتدون بدلات قاتمة اللون، بدلات سوداء مع تجهيزات وكل ما هنالك”، كما تحدث الثلاثاء الماضي أمام الصحافيين عن “طائرة مليئة بالكامل باللصوص والفوضويين ومثيري الشغب” حسب تعبيره.
وأشار ترامب في المقابلة ذاتها إلى أن خصمه الديمقراطي بايدن الذي يتقدم عليه في جميع استطلاعات الرأي، هو دمية يحركها “أشخاص تجهلون وجودهم، أشخاص يعملون في الظل”.
وتشير بعض التحليلات إلى أن بعض ما يقوله ترامب قريب من أفكار يروج لها أنصار “كيو إيه نون”، وهي مجموعة من اليمين المتطرف تطلق نظريات مؤامرة وحذر منها مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي).
ومع استمراره بزعم حدوث مؤامرات، لا يلقي بالاً لمطالب المحتجين والمتظاهرين ضد عنصرية الشرطة بل رفع منسوب تهديده، حيث هدد ترامب بقطع التمويل الحكومي عن مدن وصفها بمناطق “فوضوية” من بينها واشنطن ونيويورك وسياتل وبورتلاند، وذلك مع تصاعد الاحتجاجات ضد عنف الشرطة والتمييز العنصري والتي اندلعت إثر مقتل المواطن الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد على أيدي الشرطة في مدينة مينيابوليس.
ووفقا لموقع شبكة (سي إن إن) الإلكتروني نشر البيت الأبيض اليوم مرسوما لترامب جاء فيه: “لن تسمح إدارتي بإرسال الدولارات من الضرائب الفيدرالية لتمويل المدن التي تسمح لنفسها بالتحول إلى مناطق خارجة عن القانون”.
ومع استمرار الحراك الشعبي غير المسبوق ضد العنصرية وعنف القوات الأمنية، قتل رجل أسود أمس الأربعاء في واشنطن على يد شرطة المدينة، فيما قالت السلطات إن عناصر من الشرطة كانوا موجودين في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة للتحقيق في تقارير عن “مسلحين في سيارة”، على حد تعبيرها.
وللرد على هذه الجريمة البشعة والعنصرية المتجددة ، قال فرع حركة “حياة السود مهمة” في واشنطن “لن يفلتوا من هذا (الحادث) لا تدعوا وسائل الإعلام تخنق هذه القضية” داعيا إلى التظاهر في المكان.
وهذه الجريمة تأتي بعد أشهر من الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة في أنحاء أميركا وتحديداً في 25 أيار الماضي وقتل الشرطة لجورج فلويد، وبعد يومين فقط من إطلاق شرطة لوس أنجلوس النار على أميركي من أصل إفريقي كان يقود دراجة هوائية.