الثورة أون لاين – رفيق الكفيري:
مشروع الحزام الأخضر في السويداء الذي انطلق في ثمانينات هذا القرن لم يحقق الغاية التي وجد من أجلها، آلاف الأشجار المزروعة في القرى الـ25 المشمولة بالحزام مهددة بالعطش ،وقسم كبير منها دخل طور اليباس نتيجة توالي سنوات الجفاف والأحوال المناخية التي سادت المحافظة لسنوات عديدة وعدم قيام وزارة الزراعة بحفر سوى عشر آبار فقط لكامل قرى المشروع وهي غير كافية، إضافة للأعباء الكبيرة التي أثقلت كواهل المزارعين وعدم قدرتهم على تسديد القروض التي استجرت لاستصلاح وتطوير أراضيهم وأثمان للغراس لتعرضهم لخسارة مواسمهم بشكل متتال.
المزارعون المستفيدون من هذا المشروع أشاروا إلى أن 7 آبار من مجموع آبار المشروع مازالت خارج الخدمة / معطلة / إضافة إلى استخدام المستثمر منها لغير الغاية التي وجدت من أجلها ، أي استخدامها لسقاية المواشي.. مشاهد لا تسر الخاطر رأيناها في عدد من القرى المشمولة بالحزام الأخضر شملت (أم الرمان، غيضة حمايل، المجيمر، عرى، القريا، الجنينة) آلاف الأشجار مهددة باليباس وبعضها أصبح حطباً نتيجة عوز المياه لسقايتها، ومزارعو هذه القرى أكدوا أنهم بنوا آمالاً كبيرة على آبار المشروع فاستصلحوا الأراضي وزرعوها بأشجار الزيتون واللوز والفستق الحلبي على أن تتم سقايتها من الآبار وتبين أنها غير كافية ومتكررة الأعطال وإصلاحها يحتاج إلى وقت طويل.
المهندس أيهم حامد مدير الزراعة بالسويداء أشار إلى أنّ هدف هذا المشروع هو تثبيت المزارعين في قراهم والحد من الهجرة وإتاحة فرص عمل لهم من خلال تأمين الآليات الثقيلة لتنفيذ عمليات الاستصلاح عن طريق آليات تطوير مشروع التشجير المثمر، وإقامة الدورات التدريبية للمزارعين المشتركين بالمشروع بغية تأهيلهم على كافة الخدمات الزراعية، وتأمين مصادر المياه الدائمة عن طريق حفر الآبار لسقاية الغراس المثمرة المزروعة حديثا ، وإقامة شريط اخضر بين البادية والمعمورة للحد من زحف الصحراء عن طريق تغيير المناخ مكانيا والحد من تعرية التربة.. إلا أن هذا المشروع مازال هناك الكثير من العثرات والصعوبات التي تعترض طريقه، وأبرزها تعطل 7 آبار زراعية من الآبار المخصصة لإرواء الأشجار المثمرة، علماً بأنّ آبار المشروع تبلغ 10 آبار فقط، ما انعكس سلباً على واقع الأشجار المثمرة.
وأضاف: إنّ تكلفة إصلاح الآبار المتعطلة تبلغ عشرات ملايين الليرات وقد تعذر إصلاحها لعدم توافر السيولة المالية اللازمة، وبعضها يحتاج إلى حفارة لاصطياد الغواطس جراء وقوعها ضمن البئر وهذه الحفارة غير متوافرة لدى وزارة الزراعة. مشيراً إلى أنّ المشروع يعاني قلة الآليات الثقيلة ولاسيما لدى دائرة التشجير المثمر.
وأكد حامد أن المشروع يعمل على تأمين الري التكميلي لسقاية الغراس في المشروع وذلك خلال الثلاث سنوات الأولى من الزراعة للمشتركين بالمشروع، ونظرا لظروف الجفاف تم تأمين ريات داعمة للحفاظ على حياة الأشجار وذلك وفق الإمكانات المتاحة. يشار إلى أن المزارعين المستفيدين من المشروع ٣٠٥٠ مزارعا.