ثورة أون لاين – رامز محفوظ:
يبدو أن المشهد يتجه نحو منحى تصعيدي غير مسبوق في الداخل الأميركي على خلفية الممارسات القمعية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وشرطته الذين لم يتوانوا للحظة عن ممارسة أبشع أنواع القمع والقتل بحق الشعب الأميركي السلمي الذي يخرج بمظاهرات يومية عمت الولايات الأميركية، مطالباً بإيقاف آلة القتل الأميركية وحملة الاعتقالات العشوائية التي تطول المواطنين الرافضين لسياسة ترامب.
وعلى الرغم من أن جريمة قتل الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد ما زالت عالقة حتى اللحظة بذاكرة العالم عموماً والشعب الأميركي خصوصاً إلا أن ترامب ما زال مصرَّاً على الاستمرار بسيناريوهات القتل هذه والتي تطول على وجه الخصوص المواطنين من ذوي البشرة الملونة والتي تتكرر بين الفينة والأخرى، وتعزز دون أدنى شك حقيقة نهج القتل والإجرام السائد في عهد ترامب الحالم بالوصول إلى سدة الحكم مجدداً، كما تؤكد أنه مستمر في نهجه هذا دون أي رادع يردعه عن اقتراف المزيد من هذه الجرائم.
ففي جريمة نكراء جديدة تعيد إلى الأذهان مجدداً جريمة قتل جورج فلويد وتحرك القضاء الأميركي لتقصي الحقائق، شكلت النائبة العامة لولاية نيويورك الأميركية، ليتيشا جيمس، هيئة محلفين للتحقيق في قضية دانيال برود، وهو رجل من ذوي البشرة الملونة، توفي أثناء احتجازه. وكانت قد اندلعت احتجاجات في مدينة روتشستر، التي يقطنها نحو 200 ألف نسمة، بعدما نشرت عائلة برود تسجيل فيديو التقطته كاميرا مثبتة في ملابس ضابط شرطة، لعملية اعتقال دانيال برود في آذار الماضي.
وأظهرت اللقطات مجموعة من الضباط يغطون رأس برود، وهو يجثو عارياً ومكبلاً في قارعة الطريق.
وأظهر تسجيل الفيديو أيضاً الضباط وهم يضعون وجه برود في الأرض وكان يصرخ قائلاً “ارفعوا هذا عن وجهي” و “أنتم تقتلونني”، في إشارة إلى غطاء الرأس.
وتوفي برود بعد الواقعة بأسبوع داخل مستشفى، وجرى إيقاف 7 ضباط عن العمل يوم الخميس الماضي بسبب هذه الواقعة.
وخلص تقرير الطبيب الشرعي، إلى أن دانيال برود قُتل نتيجة مضاعفات اختناقه وهو مقيد، مع عامل آخر مساعد وهو التسمم بعقار فينسيكليدين.
بالمحصلة فإن العنصرية الأميركية التي تعتبر أبرز سمات حكم الإدارات الأميركية السابقة منذ عقود وتربع على عرشها الرئيس الأميركي اليوم باتت سلاحاً مسلطاً ومصوباً نحو ترامب الذي سينهي مستقبله السياسي بيده، وسيدفع قريباً ثمناً باهظاً لعنصريته المفرطة وبطش إدارته، وشرطته بحق الأميركيين، بالتوازي مع توالي المعطيات والمؤشرات التي تؤكد تقلص فرصته في الوصول إلى كرسي الرئاسة مجدداً.