ثورة أون لاين – عائدة عم علي:
في إطار حربها المفتوحة على الوجود الفلسطيني، ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من جرائم الحرب الممنهجة بحق الفلسطينيين، وأراضيهم وممتلكاتهم، متسلحة بدعم أميركي لا محدود من قبل إدارة ترامب التي تسابق الزمن اليوم لفرض مشروعها التصفوي للقضية الفلسطينية عبر ما يسمى “صفقة القرن”، فمن اقتحام المدن والقرى، إلى مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها، وصولاً إلى تدنيس المقدسات بما يتنافى مع أحكام القانون الدولي، كلها انتهاكات يومية تمارسها قوات الاحتلال بهدف تكريس الوجود الاحتلالي للكيان الصهيوني الغاصب، على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، الذي يقاوم بصموده كل المخططات الصهيونية والأميركية، متسلحاً بإيمانه الراسخ بمشروعية قضيته، وتصميمه على مواصلة النضال حتى استعادة كامل حقوقه المسلوبة، ودحر الاحتلال.
وفي سياق تصعيد ممارساتها العدوانية، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد المدخل الشمالي لمدينة سلفيت، وفق ما ذكرته وكالة وفا الفلسطينية، التي أشارت إلى أن قوات الاحتلال انتشرت بكثافة في المنطقة، ومنعت الدخول إلى المدينة أو الخروج منها، بزعم وقوع عملية طعن في المكان.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة اسكان المهندسين في مدينة جنين واستولت على مركبة كانت متوقفة أمام أحد المنازل، بالتزامن مع إغلاقها مدخل مخيم الجلزون شمال رام الله.
وكالة وفا نقلت عن مصادر محلية قولها في هذا السياق، أن قوات الاحتلال منعت مركبات المواطنين من الدخول أو الخروج من المخيم، ومن المرور من شارع نابلس المحاذي لمدخله، ما اضطر المواطنين إلى سلوك طرق طويلة للوصول إلى رام الله.
يشار إلى أن الاحتلال يغلق البوابة الحديدية القريبة من المخيم والمؤدية إلى رام الله منذ عدة أشهر.
على التوازي اقتحم مستوطنون إسرائيليون بحماية قوات الاحتلال اليوم بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، واعتدوا على منازل وممتلكات الفلسطينيين وحطموا زجاج عدد من المركبات، وذلك بهدف دفع الفلسطينيين لترك منازلهم وأرضهم، للاستيلاء عليها وتهويدها لاحقاً.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى، ونصبت “أجهزة إلكترونية” على أحد أسطح المسجد.
وذكرت وكالة وفا بأن دائرة الأوقاف في القدس رفضت فتح بوابة مئذنة “باب الأسباط”، يوم الخميس الماضي، لشرطة الاحتلال، بهدف تركيب أجهزة الكترونية، مشيرة إلى أن شرطة الاحتلال حاولت مرّة أخرى فتح باب المئذنة اليوم الأحد، لكنّ الحراس لم يسمحوا لهم بذلك، لتستدعي قواتها في المكان، وتقتحم المسجد من “باب الأسباط”.
وأحضرت قوات الاحتلال سلالم حديدية، اعتلت من خلالها سطح الجدار الشمالي للمسجد الأقصى، قرب باب الأسباط، ونصبت “سماعة” وأجهزة الكترونية.
وفي السياق ذاته اقتحمت قوات الاحتلال مقر بيت مال القدس في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وشرعت بتفتيشه وعبثت بمحتوياته، كما اعتدت على طلبة المدارس قرب باب الأسباط أثناء توجههم إلى مدارسهم في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد.
هذا وقد وثقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، أكثر من 70 انتهاكاً إسرائيلياً بحق المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي، خلال شهر آب المنصرم.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب، اليوم الأحد، أن قوات الاحتلال ومستوطنيها دنسوا المسجد الأقصى واقتحموه أكثر من 20 مرة، فيما منعت سلطات الاحتلال رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي نحو 50 وقتاً.
على التوازي أعلن عنه الاحتلال الإسرائيلي عن مخطط استيطاني جديد، يهدد من خلاله بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في مدينة طولكرم، بهدف إقامة بؤر استيطانية في قريتي شوفة وجبارة جنوب المدينة وربطها عبر شبكة طرق مع مستوطنات مقامة في مدينة الطيبة بمنطقة المثلث ووادي عارة في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1948 ما يقوض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وكالة سانا نقلت عن محافظ طولكرم عصام أبو بكر تأكيده بهذا الصدد أن مخطط التهويد الذي يستهدف جنوب طولكرم يتضمن الاستيلاء على 800 دونم من أراضي قريتي شوفة وجبارة وعزل البلدات والقرى الواقعة جنوب المحافظة عن شمالها، لافتاً إلى أن الاحتلال شرع بتنفيذ هذا المخطط من خلال تجريف أراضي القريتين وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ضمن ما تسمى “صفقة القرن” المرفوضة فلسطينياً ودولياً، فيما أوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أن هذا المخطط هو الأكبر والأخطر في مدينة طولكرم منذ احتلالها عام 1967 لأنه يهدد بفصل المدينة عن ريفها الجنوبي وعن مدينة نابلس ما سيحول دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتواصلة جغرافياً.