تلك الحرائق التي تضطرم في جنبات وطننا.. هي ليست في غابات وبساتين محافظتين أو أكثر من بلادنا… بل هي في قلوبنا وأرواحنا!.
حريق الغابات والحقول، مقدور عليه.. مهما طال زمنه ومهما استعرت نيرانه.. أما تلك الحرائق التي تفترس دواخلنا وحواسنا ومشاعرنا.. فهي التي تبشرنا بزمن قاس قد يطول على أرواحنا.
يشتعل الصيف.. تضطرم الحرائق.. و تتبخر دموع امرأة وأطفالها على بوابات المؤسسات والدكاكين والأفران.. وفي الداخل ثمة جناة يعدون الواردات.. ثمة حكومة تقول: أنها تسعى..
الحكومة ليست بشخوصها ووزرائها.. الحكومة جديدة.. ورغم اختناقنا بآمالنا الموءودة حيناً بعد حين.. نتمنى أن نتأمل منها خيراً.
لن ينفعنا التخفي خلف أصابعنا.. ولا حتى وراء راحات الأيدي نفترشها في وجه الشمس.. !!
لم تعد أشعة الشمس الملتهبة وحدها التي تكوي الأجساد والأرواح، و تختطف الأبصار.
نتحمل الشمس الملتهبة.. نتحمل حرائق الغابات والبساتين.. هنا تماماً.. عند هذه النقطة، لن أمر قبل أن أنحني حتى تمس جبهتي الأرض.. وأقبل الأيدي والأرجل لأولئك العظماء من رجال الإطفاء الذين يحترقون اليوم لإخماد النيران في مواقع شتى من هذا البلد الذي كثرت من حوله التحديات..
نتحمل الجوع.. نتحمل المرض…. نتحمل ذلك كله.. !!! لكننا لا نتحمل ولن نتحمل ثقافة الفساد والاستهلاك.. و لم يعد من شيء يمكن إخفاؤه.. !!
صيف آخر حار في عالم يحترق ويغرق في آن واحد.. !!؟؟
و ما نحن إلا من هذا العالم المنكوب.. بكل شيء منكوب.. و ما نكبتنا إلا صفحة واحدة من صفحات جرائمه ضدنا.. و ما زالوا يمدون مخالبهم لخدش ما بقي من جلودنا، ليحددوا إن كان حلّ زمان أكلنا..
As.abboud@gmail.com
معاً على الطريق- أسعد عبود