جدل العام الدراسي الجديد

 

بدأ العام الدراسي الجديد مثقلاً بتحديات زادت عن سابقاتها في سنوات الحرب الماضية، أولها وباء كورونا الذي أصاب دولاً كبرى بالشلل لأشهر عدة، وثانيها استيلاء ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي على مئات المدارس في محافظة الحسكة ومنعها عشرات الآلاف من الطلاب من العودة إلى مقاعد الدراسة وفق منهاج وزارة التربية.
سياسة الميليشيا بالاستيلاء على المدارس بقوة السلاح التي تهدف إلى فرض الأمر الواقع وتغيير المناهج الوطنية بأخرى انفصالية، كانت بدأتها الميليشيا بالاستيلاء على المدارس الابتدائية قبل خمس سنوات لمعرفتها بسهولة التأثير في عقول الأطفال لغرس مفاهيم بعيدة عن الهم الوطني العام، تلتها عملية الاستيلاء على المدارس الإعدادية والثانوية.
ومع بداية العام الدراسي الجديد استكملت الميليشيا استيلاءها بقوة السلاح على المدارس الثانوية ليصل عدد المدارس التي استولت عليها 2285 مدرسة الأمر الذي حرم نحو 100 ألف طالب وتلميذ من تلقي علومهم وفق مناهج وزارة التربية المعترف بها.
وفي ظل هذه الظروف وبعيداً عن متابعة محاولات العثماني الجديد فرض سياسة التتريك في المناطق التي يحتلها شمال البلاد عبر فرض تعليم اللغة التركية ومناهجها، لم تخل بداية العام الدراسي من تجاذبات داخلية بعضها جدي يتعلق بمخاوف حقيقية تتعلق بصحة التلاميذ والطلاب والكوادر التعليمية وبالتالي المجتمع السوري بأكمله، وبعضها الآخر سطحي سخيف وقف على أطلال العقل والحكمة معمماً الفوضى وناشراً اليأس والطاقة السلبية الهدامة.
وبالرغم من أن معظم دول العالم استعادت نشاطها الاقتصادي والثقافي والتعليمي وحتى الرياضي ومنها سورية، ارتفعت اصوات تطالب بوقف وتأجيل العملية التعليمية التي تشكل خط الدفاع الأول ضد الإرهاب التكفيري الظلامي، بحجة الوباء.
صحيح أننا لانستطيع أن نؤمن كامل الأجواء الدراسية التي استطاعت الدول المتقدمة أن تؤمنها لطلابها، لكن هذا لايعني أن ننتظر حتى نستطيع، أو إلى أن يتلاشى الوباء خصوصاً أنه لم يثبت علمياً إمكانية تلاشي الوباء في المدى المنظور، والكل مجمع أنه علينا التعايش معه والعيش ضمن اشتراطات احترازية هي في بلدنا بالحد الأدنى بكل تأكيد نتيجة حرب لو أصابت الولايات المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا لما استطاعت أن تتحمل تبعاتها.
لذلك المطلوب منا جميعاً أن نشارك في إدارة العملية التعليمية، كل من موقعه، لأنها تعنينا في أطفالنا ومنازلنا. ولنبدأ بتصحيح الخلل بالكلمة والعمل .. فكلنا نعلم قدراتنا المادية المحدودة، لكن بالإرادة المشتركة والأهداف النبيلة نستطيع مد يد العون.. ولنبتعد عن التشهير والمقارنة بالدول المتقدمة التي تعيش حالة رخاء منذ عقود.
اليوم نحن في سباق مع العثماني والأمريكي وميليشيا “قسد” لإنارة عقول أبنائنا بالعلم من جهة والوعي لما يحاك لبلدنا من جهة ثانية، ليكونوا الدرع الواعي والحامي للوطن في المستقبل القريب

اضاءات-عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
لمنتج علفي رخيص.. التدريب على تصنيع السيلاج باستخدام الأعشاب ماذا لو قبل "بشار الأسد" شُرب المرطبات مع "أردوغان" أحمد نور رسلان - كاتب وصحفي سوري اليوم بدأ العمل الجاد   الشرع: سوريا لكل السوريين بطوائفها وأعراقها كافة.. وقوتنا بوحدتنا كهرباء ريف دمشق: صيانات وتركيب تجهيزات جديدة وحملات لإزالة التعديات    القبض على شبكة مخدرات وعصابة سرقة أموال وسيارات      استبدال خط "سادكوب" لتحسين ضخ المياه وتقليل الفاقد بحماة   "مكتب الاستدامة" تجربة رائدة في بناء قدرات الطلاب ودعم البحث العلمي  تكريم كوادر مستشفى الجولان   عودة ألف تاجر حلبي منذ التحرير ... "تجارة حلب": رفع العقوبات يعيد سوريا إلى الاقتصاد العالمي فعاليات من حلب لـ"الثورة": رفع العقوبات تحول جذري في الاقتصاد مجموعة ضخ أفقية لمشروع بيت الوادي في الدريكيش  رسالة للصين.. تايوان تختبر نظام  HIMARS الصاروخي الأمريكي لأول مرة   DW:  سوريا مستعدة لازدهار الاستثمار مع رفع العقوبات الأمريكية خبير مصرفي لـ"الثورة": تعافٍ اقتصادي شامل يوم السوريين الجميل...ترامب: ملتزمون بالوقوف إلى جانب سوريا.. الشرع: سنمضي بثقة نحو المستقبل  عصب الحياة في خطر ....  شبح العطش يهدد دمشق وريفها.. والمؤسسة تحذر..درويش لـ"الثورة": 550 ألف م3 حا... أساتذة وطلاب جامعات لـ"الثورة": رفع العقوبات انتصار لإرادة سوريا رحبت برفع العقوبات عن سوريا... القمة الخليجية الأمريكية: صفحة جديدة نحو النمو والازدهار الدكتور الشاهر لـ"الثورة": رفع العقوبات عن سوريا يعكس الثقة بالإدارة الجديدة رفع العقوبات.. الطريق إلى التعافي