لم تكتف منظومة العدوان على سورية، بقيادة واشنطن وأداتها النظام التركي ومرتزقتها من الإرهابيين، بكل هذه الفوضى الهدامة والقتل والإجرام والتشريد والتجويع والتعطيش، بل ذهبت إلى ممارسة جريمة جديدة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهي منع جيل سوري من تلقي تعليمه، في خطوة هدفها التجهيل ونشر الظلام في أوساط من لم تقتلهم بعد، ولم تستطع تهجيرهم بعد.
وهذه المخططات التي غايتها التجهيل ونشر الظلام، والتي تنفذها منذ أسابيع منظومة العدوان ضد أهلنا في الجزيرة والشمال السوريين مستمرة على قدم وساق، وذلك عبر أدواتها المتطرفة والانفصالية، دون أي إدانة دولية أو تحرك عاجل يمنعها من الاستمرار بها.
فمنع طلاب ثانوية الشهيد حنا عطا الله للمتفوقين بالحسكة من الدخول إلى مدرستهم من قبل مجموعات (قسد) الانفصالية والاعتداء عليهم وعلى كوادر المدرسة أثناء اعتصامهم واحتجاجهم على ممارساتها الإجرامية، وقبل ذلك إغلاقها للمدارس وطرد طلابها وموظفيها ومعلميها من مختلف مناطق الحسكة التي تسيطر عليها بقوة السلاح، لم يكن الخطوة الأولى من قبل هذه المجموعات أو أخواتها كالنصرة في إدلب أو داعش في دير الزور والرقة وغيرها، بل هي حلقة في مسلسل مبرمج تطلقه منظومة العدوان في كل مرحلة وتوعز إلى إحدى أدواتها المذكورة بتنفيذه هنا أو هناك.
وكلنا يذكر منذ عدة أسابيع حين توجه ملايين الطلاب السوريين إلى مدارسهم لتقديم الامتحانات العامة، كيف منعت (جبهة النصرة) الآلاف من طلبتنا في المناطق التي تحتلها من حقهم في تقديم الامتحانات، وهو ما يؤشر إلى حقيقة أجنداتها المشبوهة وأجندات (قسد) وبقية التنظيمات المتطرفة في تنفيذ أوامر أسيادها في نشر الجهل والظلامية في المناطق التي تسيطر عليها وبث سمومها التكفيرية بين الأطفال والطلاب والمجتمع برمته.
والسؤال البريء اليوم هو: ألا تستدعي هذه الجريمة بحق الإنسانية، والتي لا يمكن وصفها إلا بالهمجية، تحرك المنظمات الدولية المعنية لإدانتها ووضع حد لها؟ أين هي الأمم المتحدة ومنظمة التربية والعلوم (اليونسكو) ومنظمات حقوق الإنسان والطفل وغيرها مما يجري؟ أم أن الأمر لا يعنيها وربما اختصاصها هو في واد آخر؟!.
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير -أحمد حمادة