أجراس الزمن القادم

 

اليوم تقرع أجراس المدارس.

وتعود بي الذاكرة كل أيلول إلى المدرسة..

سيكون لنا ثياب جديدة في أول يوم وحذاء جديد.. وسنأخذ المصروف من أبي حتى نشتري الكعك بالسمسم وحلوى كعب الغزال

 ربما كانت هذه الأشياء البسيطة تشكل فرحاً خاصاً للطفل وخاصة أطفال القرى الذين ينقطعون عن المدينة طيلة الصيف، كان افتتاح المدارس دوماً في أيلول.. وكان يهطل المطر في أول أيام افتتاح المدارس غزيراً ولا أذكر مرة أن تخلف المطر عن افتتاح المدارس غير أن هذا المطر كان يشكل مأساة بالنسبة لنا نحن أبناء القرى، لأن المطر يعني الوحل على الطرق الترابية التي تربط قرانا بالمدينة ما يؤدي إلى تلوث أحذيتنا الصغيرة البيضاء وتلوث ثيابنا الرقيقة بالمطر وتضيع منا فرحة التباهي أمام المعلمة والتلاميذ بأننا نلبس ثياباً جديدة أنيقة مثل أبناء المدن.

نعم اليوم تقرع أجراس المدارس وتنفتح الأبواب لكن هل سيكون الطلاب متلهفين للمدرسة؟ وهل سيرتدون ثياباً وأحذية جديدة؟ وهل سيفرح الأهل بعودة أبنائهم إلى مقاعد التحصيل العلمي بعد عطلة دامت أكثر من ستة شهور وعطلتهم عن مستقبلهم وخاصة أبناء الموظفين والفقراء الذين لا يقدرون وضع مدرسين لأبنائهم؟

الجميع يشعر أنه محاصر.. محاصر بين الكورونا وبين مستقبل الأولاد، محاصر بالغلاء والضيق المادي والمعنوي والرعب الشديد من العدوى.

بالتأكيد من الطبيعي أن يعود الأطفال إلى مدارسهم لأن البلد بحاجة لتأسيس جيل المستقبل المتعلم، المهني والمختص الذي سيكون على عاتقه بناء بلد حطمت الحرب كل إنجازاته ومصانعه التي بناها منذ خمسين سنة واكثر العبء كبير والحلم كبير ولكن.. ماهي ضمانات عودة الأبناء إلى المدارس؟

كيف سيكون الوضع فيها بعد تفشي مرض الكورونا وهل مدارسنا مهيأة لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من التلاميذ الذين نعول عليهم وعلى إعدادهم إعداداً جيداً ليكونوا سند الزمن القادم؟

فإذا كانت المدارس قبل الكورونا وقبل الحرب وعلى أيامنا نحن الآباء غير مؤهلة التأهيل الجيد الذي يليق بأطفال صغار بزغوا كبراعم في عالم مجهول؟

فكيف سيكون الحال عليه بعد حرب العشر سنوات التي هدمت البنية التعليمية والتربوية لمدارس القطر وبعد سنة تقريباً من تفشي وباء قاتل مخيف؟

وما انتشار التعليم الخاص والمدارس الخاصة إلا هروباً من التعليم في المدارس العامة التي لم تعد صالحة في زماننا لجيل يعرف الإنترنت ويعيش ثورة المعلوماتية وثورة الأوبئة.

إن مدارس القطر بمجملها وفي ريف اللاذقية بخصوصيتها غير مؤهلة لاستقبال أطفال صغار لا يعرفون كيف يتداركون التلوث ولا كيف يتباعدون ليحموا أنفسهم ويحموا أهلهم من العدوى وإذا كانت وزارة التربية لا تعلم فإن ما نكتبه منذ سنوات والآن نعيده لنقول:

مدارسنا بحاجة إلى الماء والكهرباء والنظافة، وهي تفتقر إلى المرافق الصحية التي تليق بالإنسان فكيف بالأطفال؟

إضافة إلى أن مقاعدها وبناءها وألوانها تشكل حاجزاً نفسياً وصحياً للطفل.

ولنكن واقعيين إذا كانت بيوت الأطفال ذاتها لا تحصل على المخصصات الكافية من الماء والكهرباء فكيف بالمدارس؟

المدارس يا وزارة التربية بحاجة إلى صيانة ونظافة وتعقيم وماء وكهرباء وطبقة من المستخدمين غير المدعومين كي ينظفوا ويعقموا ويكونوا عوناً للتلميذ لا أن يكونوا مجرد واجهة خلفية للتقصير والفساد، يكفينا الذي يجري حولنا أما بالنسبة للتعليم فيجب أن يكون خط أحمر لا يتطاول عليه أحد لأن فيه مستقبل البلد.

معاً على الطريق- أنيسة عبود

 

آخر الأخبار
"المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة شح كميات مازوت التدفئة  المخصصة لدرعا