الذي حدث

 

الذي حدث ويحدث بسبب الحرب أو بسبب الكورونا لا يمكن تخيله أبداً .وأنا هنا لا أقصد الوضع الاقتصادي ولا الحصار اللعين الذي فرضته اميركا المتحكمة بالعالم وكأنها الشرطي الذي يلوح بالعصا لسيارات الكرة الأرضية كي يسمح لها بالعبور .ألمانيا تعبر .فرنسا لا تعبر ، الصين لا تعبر .كوريا تعبر ..وهكذا تتغير المسارات والطرق ويحاول المرء أن يقنع نفسه بأنه ما زال هناك أمل ما يختبئ في عقل غربي حكيم ..ما زال هناك عدالة ستصل مهما طال الزمن .إلا أن الكورونا قوضت كل شيء .وفقد الإنسان ثقته بكل شيء حتى بتقدم البشرية ، إذ بدأ الطريق مسدوداً تماماً ولا يظهر أي كوة للضوء الذي يعيد البشرية إلى سابق عهدها.

فالكورونا تجتاح الكرة الأرضية ، والموت هو عنوان هذه الحضارة الرقمية والتكنولوجية ومع ذلك لا أحد يجزم ما هو السبب ولا كيف حدث ذلك . ومن أين جاء فيروس كورونا ولماذا في هذا التوقيت ..وكيف انتشر بسرعة تفوق التصور وأين الغرب وعلماؤه ؟ ،أين أميركا وأموالها ولماذا هذا العجز والصمت والخوف وإلى متى سيستمر؟

علينا أن نعترف بأن الحرب غيرتنا وهذا صحيح ..وجعلت التصدعات الكبيرة تغزو حياتنا وأفكارنا وقناعاتنا وهذا صحيح أيضا” ..إذ كل يوم ننام على قناعة ثم نستيقظ ونغيرها في الصباح ..فالمتغيرات كثيرة لدرجة أن العقل لا يمكنه أن يلحق بها. حيث صار الوطني المدافع عن ارضه متهماً.. وصار التجذر في الأرض تخلفاً وهدراً لفرص الهجرة إلى الغرب الذي لا يعرف كنهه إلا أصحاب المعرفة والرؤيا العميقة .. الغرب الامبريالي الاستعماري المعتدي الذي جرد نفسه من كل قوانين الإنسانية والأخلاق من أجل مصالحه المادية .إنه لا يقل سوءاً عن المحتل العثماني والغازي الصليبي .إنه عدو الشعوب كلها. الأبيض والأسود والأصفر والأحمرلا فرق .الفرق الوحيد هو بمدى مطابقة هذه الشعوب لأفكاره والخضوع لتعاليمه ومصالحه ..فالعالم دمية وحقل تجارب وسلم لصعوده ..من هنا يشك بأمر الكورونا ،بل لا بد من التوكيد على ان هذا الفيروس صناعة غربية بامتياز .لأن للغرب سوابق في ذاك .ولو رجعنا إلى الحرب العالمية الثانية وما فعلته أميركا في هيروشيما لتأكدنا من حقيقة هذا الغرب. حتى اليابان الدولة التي يظن المرء أنها مسالمة لم تتأخر عن فعل الفظائع في منشوريا الصينية وسكانها حيث حولوا المدينة إلى حقل تجارب للأسلحة الجرثومية والكيميائية وغيرها من اهوال القتل وتقطيع الأجساد الحية للأطفال وأشياء لا يجرؤ المرء على ذكرها. اشياء تتشابه مع ما يفعله العربان المتطرفون والدواعش وأذناب أردوغان والغرب.

ولذلك يفاجئنا رئيس فرنسا عندما يهاجم المسلمين واصفهم بالإرهابيين.. نعم إن البعض منهم إرهابيون ولكنهم تربوا على أيديكم وفي بيوتكم وتسلحوا بأسلحتكم وتشربوا بفكركم ..وهذه بضاعتكم ردت لكم.

كنا في أمان فسرقتم أماننا ..وكنا في رفاه ونعمة فنهبتم ثرواتنا وقتلتم أبناءنا وسبيتم نساءنا ..واليوم تريدون تحويلنا إلى شماعة ..مع انكم تعلمون أن رد الفعل يأتي على قدر الفعل ..فهل تجرؤون على خدش حائط المبكى مثلاً ؟ هل تقدرون على رمي قبعة حاخام في الأرض.

أنتم أعجز من أن تواجهوا أنفسكم بالحقيقة بأنكم متصهينون منقادون لشايلوك الزمن الحديث.

 

والحقيقة انكم تحاصروننا لأنكم تخافوننا وتخافون حضارتنا وأجيالنا القادمة التي ستنتقم لجراح آبائها.

والحقيقة أيضاً, هي أنكم أتيتم بالكورونا من أجل قتل فقراء العالم فقتلتم أنفسكم .لقد أخفقتم وستخفقون .صحيح أننا تقوقعنا وأغلقنا على أنفسنا وابتعدنا عن الأحباب والأصدقاء لنعيش عزلة محزنة ..لكنكم مثلنا ..تعيشون العزلة والخوف والفقر وليس أمامكم من وقت طويل لتعترفوا بأنكم سبب دمار هذا العالم ..هيا اعترفوا كي تنقذوا أنفسكم أولا” فالشتاء قادم والفيروس سينتشر أكثر وسيقتل أكثر ..نحن لا نهاب الموت والموت صار عندنا عادة وليس آلاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل سورية سوى الدليل على اننا لا نهاب الموت .لكن نحن لن نموت بالفيروس ولا بالخوف ..نحن نموت شهداء دفاعاً عن أرضنا ومقدساتنا وهويتنا السورية الأبية التي لن نسمح بأن تذوب في هوياتكم الملوثة .حاصرتمونا ..نعم ..حرقتم قمحنا وغاباتنا وقطعتم حتى الماء عنا نعم ..لكننا ما زلنا نقاوم ونحب وننجب الأجيال التي سترث إيماننا نفسه وعنفواننا ذاته .هكذا نحن السوريين. أصحاب حق وأصحاب قضية، وإلى المجد سائرون بإذن العلي القدير.

معاً على الطريق- أنيسة عبود

آخر الأخبار
معلوف لـ"الثورة": الحكومة الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح ديب لـ"الثورة": تفعيل تشاركية القطاع الخاص مع تطلعات الحكومة الجديدة  سوريا: الدعم الدولي لتشكيل الحكومة حافز قوي لمواصلة مسيرة الإصلاحات البدء بإصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية المغذية لمحافظة درعا الوقوف على جاهزية مستشفى الجولان الوطني ومنظومة الإسعاف القضاء الفرنسي يدين لوبان بالاختلاس ويمنعها من الترشح للرئاسة الإنفاق والاستهلاك في الأعياد بين انتعاش مؤقت وتضخم قادم إصدار ليرة سورية جديدة، حاجة أم رفاه؟ من كنيسة سيدة دمشق.. هنا الجامع الأموي بيربوك من كييف: بوتين لايريد السلام ويراهن على عامل الوقت The New York Times: توغلات إسرائيل داخل سوريا ولبنان تنبئ باحتلال طويل الأمد الاحتلال يواصل خرق الاتفاق..غارة جديدة على الضاحية ولبنان يدين السوداني يؤكد للرئيس الشرع وقوف العراق إلى جانب خيارات الشعب السوري السعودية: 122 مليون مسلم قصدوا الحرمين الشريفين في رمضان مسيرات للسلام والاحتفال بعيد الفطر في ريف دمشق سرقة أجزاء من خط الكهرباء الرئيسي المغذي لمحافظتي درعا والسويداء الاحتلال يصعد عمليات الهدم والتهجير القسري في طولكرم ومخيمها إسبانيا وبولندا ترحبان بإعلان تشكيل الحكومة السورية "تجارة حلب" تختتم فعاليات مهرجان رمضان الخير وليالي رمضان مُحي الدين لـ"الثورة": نجاح الحكومة يستند إلى التنوع واختلاف الآراء والطاقات الشابة