الرياء الغربي وحرية التعبير

تحاول الأنظمة الغربية تبرير تطاول بعض الصحف والكتاب في الغرب على الرموز الدينية الإسلامية والإساءة للأديان تحت مسمى حرية التعبير، في الوقت الذي تحظر تلك الأنظمة على أي كاتب أو صحفي التطرق بالنقد أو التشكيك لما يسمى “الهولوكوست” وتعاقبه تحت مقصلة معاداة السامية.

ليس هذا فحسب بل إن بعض الدول الغربية سنت قوانين تقضي بحبس من يشكك بحجم وطبيعة وتفاصيل الهولوكوست، وما جرى مع الكاتب الفرنسي الشهير روجيه غارودي على خلفيه كتابه “الاساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية” عام 1996 الذي شكك فيه بما يعرف اليوم بمحارق “الهولوكوست” مثال واضح على تمريغ حرية التعبير وجز عنقها على مقصلة السياسة الغربية.
حرية التعبير في الغرب تنهار أمام أي نقد للممارسات والسياسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين والعرب تحت مسمى أوسع وهو معاداة السامية، لكنها تنتصب شامخة قوية يدافع عنها جيش من ساسة الغرب المنافقين عندما يتعلق الأمر بالإساءة للمسلمين أو شيطنة الدول والقوى التي يريد الغرب إدانتها خدمة لمصالحه السياسية.
فالغرب يسن القوانين التي تخدم سياساته حتى ولو كانت تخنق حرية التعبير التي يتشدق بها ويرفعها شعاراً للدفاع عن الصحف والأشخاص الذين يتناولون شخصية النبي الكريم بطريقة مسيئة لمشاعر المسلمين عبر العالم دون أدنى اكتراث.
لايتوقف الرياء الغربي على شعار حرية التعبير فقط بل يتعداه إلى كل السياسات التي تنتهجها الأنظمة الغربية، فهي تدعم الفوضى والتطرف في منطقة الشرق الأوسط تحت شعار دعم الحريات وحقوق الإنسان ،فيما تقاتل نفس الأفكار وحامليها على أراضيها إذ تعتبرها تعدياً على القيم الغربية وحقوق الإنسان.
وعندما تتعرض أي دولة أوروبية لعمل إرهابي تتحرك دبلوماسية وصحافة الدول الغربية وشرطتها واستخباراتها للحديث عن محاربة الإرهاب والتطرف الذي يهدد الأمن والاستقرار في العالم، لكن عندما تتعرض دولة عربية لتفجير إرهابي أو تجتاح جحافل الإرهاب وقطعانه مساحات واسعة من أراضيها، فتلك ثورة وثوار وطلاب حرية ينبغي أن تدعمها الأنظمة الغربية بالمال والسلاح والإعلام.
الغرب يتقن فن الرياء واستخدام الشعارات الزائفة فيقلب الحق باطلاً ولو على حساب القوانين والمواثيق الدولية، فهو يجرم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من أن جميع المواثيق الدولية تضمن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال والدفاع عن نفسها.
المسؤولون الغربيون يتاجرون بالحديث عن القيم والمبادئ على أنها مقدسات لكن جميع أفعالهم السياسية في الماضي والحاضر وتاريخ دولهم يشهد على جرائمهم وإبادتهم للشعوب الأخرى تحت نفس الشعارات.
الرد على السياسات الغربية والنفاق الغربي لايكون سوى بالوعي والتعاضد والتضامن بين شعوب المنطقة لوحدة الصف والموقف لمنع تدخل الدول الغربية في شؤونها الداخلية وفرض احترامها عليها.
لامكان لحرية التعبير في انتقاد الصهيونية ولا الهولوكوست ولا ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وما عدا ذلك فهو حرية تعبير!!!

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
التسويق الالكتروني يشق طريقه في مجتمعاتنا دون ضوابط وانتظار  "المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة