في تغريدة له على موقع “تويتر” يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يخوض صباح اليوم معركته الانتخابية الرئاسية: “إن الولايات المتحدة لا تتمتع بحرية الصحافة، وهذه الصحافة تقمع الحقيقة، وأخبارها مزيفة”.
حسناً هذا الكلام يعرفه القاصي والداني، وخصوصاً الشعوب المنكوبة بسياسات واشنطن وأكاذيب إعلامها المضلل، فما الجديد إذاً في (اعتراف) ترامب وتغريدته (الصادقة)؟!.
الجديد بل (المضحك المبكي) في التغريدة إياها أن ترامب يحاول توظيف معركته مع أجهزة الإعلام التي تهاجمه لصالح حملته الانتخابية الرئاسية ليس إلا، وليس إقراراً بسياسات التضليل الإعلامي التي تمارسها بلاده- وإدارته على وجه التحديد- ضد الدول التي لا تسير بالركب الأميركي الاستعماري.
فإن كان ساكن البيت الأبيض قد أقر بأن صحافة بلاده ليست حرة وتقمع الحقيقة وأخبارها مزيفة فلماذا كان يصفق لها حين كانت تنقل الأخبار المزيفة ذاتها عن استخدام الحكومة السورية المزعوم للأسلحة الكيميائية؟!.
وأين كانت شفافيته التي يريد اليوم إيهام العالم بحقيقتها حين هلّل لذلك الإعلام الذي نقل تقارير منظمة الأسلحة الكيميائية المزيفة وضخمها ونفخ في رمادها لاتخاذها ذريعة من قبله هو نفسه للعدوان على السوريين، وغير مرة؟!.
أين هو (صدقه) الذي استفاق من سباته اليوم حين كانت استخباراته تستند على تقارير إعلامه التي تضخ الأكاذيب عن حقوق الإنسان في سورية، وتلفق القصص والروايات التي ما أنزل الله بها من سلطان؟، أين هو (نبله) المزيف حين كان إعلامه يصور مهمة جنوده الغزاة في سورية واحتلالهم لأراضيها ودعمهم للتنظيمات المتطرفة كداعش والانفصالية كقسد على أنها مهمة إنسانية نبيلة هدفها إنقاذ السوريين ومساعدتهم ونصرة حقوقهم؟!.
لم يقل ترامب وقتها إن إعلام بلاده كاذب ويقمع الحقيقة، بل شد من أزره، وبدأ يهدد ويتوعد سورية بناء على أخباره وتقاريره وتحقيقاته الصحفية، واعتبر آنذاك أخباره (المزيفة) التي يقر اليوم بأنها (مزيفة) دليلاً قاطعاً على صحة سياساته العدوانية حيال سورية.
باختصار شديد السجال والمعارك بين ترامب وإعلام بلاده هو في خانة الاستثمار وتحقيق مصالحه الشخصية تماماً كما يستثمر ساكن البيت الأبيض بالإرهاب والأزمات وكورونا والتطبيع، وهو استثمار مؤقت يركز على الإقرار بفساد وسائل الإعلام وزيفها ثم سرعان ما يعود هو أو غيره ممن سيجلس على كرسي المكتب البيضاوي إلى التصفيق مجدداً لكل أكاذيب الإعلام الأميركي حول ما يجري في العالم.. والتصفيق منذ سنوات لأخباره المضللة حول سورية خير شاهد.
البقعة الساخنة-بقلم مدير التحرير أحمد حمادة