ثورة أون لاين – يونس خلف:
خرج اليوم مئات الطلاب مع الكوادر الإدارية والتدريسية في مسيرة احتجاج على ممارسات ميليشيات قسد التي استولت على المدارس ومنعت الطلاب من حق التعليم مع بداية العام الدراسي الجديد لتؤكد نهجها الرامي إلى نشر الجهل والأمية من خلال الترهيب والحرمان من هذا الحق، مهددةً بذلك مستقبل آلاف الأطفال والشباب. ونفذ المتظاهرون اعتصاماً أمام مقر مديرية التربية بالحسكة مطالبين بالعودة إلى مدارسهم.
وذكرت الهام صورخان مدير التربية بالحسكة أن هذه الانتهاكات أخذت طابعاً ممنهجاً منذ عام 2013 حيث بدأت آنذاك تدخلات هذه الميليشيات في مضمون المناهج الدراسيّة، لينتقل الأمر مباشرةً وبشكلٍ تصعيدي إلى الاستيلاء بالقوة على المدارس وتحويلها إلى مقرات أو مستودعات عسكرية وسجون ، وتهديد الطلاب والأهالي وترهيب الكوادر التدريسية والإدارية، مستفيدةً بذلك من الدعم الذي توفره لها قوات الاحتلال الأمريكي وقد عملت هذه الميليشيات على إيقاف التعليم في المدارس وفرضت مناهج تعليمية دون إيلاء أي اعتبار لنوعيتها ومحتواها ومدى ملاءمتها للمراحل العمرية والبيئة الثقافية والاجتماعية ، مشيرة إلى أن عدد المدارس التي استولت عليها هذه الميليشيات الإرهابية بقوة السلاح بلغ 2285 كان آخرها 118 مدرسة قبل بدء هذا العام الدراسي، لتبقى 179 مدرسة تُديرها مديرية التربيّة في الحسكة لكافة المراحل التعليمية، وهو الأمر الذي سيثقل كاهل العملية التعليميّة في هذه المدارس وسيؤدي إلى اكتظاظ القاعات الدراسية.
وقال أحمد الآغا – مدرس : إن ما يحصل اليوم يثبت بأنَّ هذه الميليشيات الإرهابية تنفذ أجندتها الانفصاليّة الإرهابية وتستهدف قطاع التربية والتعليم لنشر الجهل والأمية ولذلك لابد أن تقوم المؤسسات والمنظمات الدولية بدورها وتتدخل لمنع هذه الجريمة وإنقاذ مستقبل طلاب وتلاميذ المنطقة من الضياع والجهل والتخلف الذي تحاول ميليشيات قسد وأسيادها وداعميها الأمريكان إغراقهم فيه.
وأشار محمود الصالح – مدرس، إلى أن هذه الميليشيات تفرض مناهج مناقضة للمنهاج الحكومي وهذه المناهج لا تتناسب مع ثقافتنا الوطنية والاجتماعية وهي تدعو للتقسيم والتفرقة وتمزيق النسيج الوطني الذي لطالما نتغنى ونعتز به.
وقال محمود مصطفى – مدرس : إن ما يحدث من استيلاء على المدارس الحكومية من قبل قسد تسبب بحرمان اكثر من ١٠٠ الف طالب من التعليم الحكومي، في ظل اتساع الرقعة الجغرافية لمحافظة الحسكة، وصعوبة وصول الطلاب في مدن وبلدات المحافظة الى المدارس الحكومية المحدودة في مدينتي القامشلي والحسكة، ورغم كل الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية الحكومية إلا الواقع بات صعباً نتيجة اكتظاظ الصفوف بالطلاب وعدم قدرة المدارس الموجودة على الاستيعاب.
وعبر عدد من الطلاب عن شعورهم بالألم لمنعهم من العودة إلى مدارسهم حيث قال الطالب عبد اللطيف أنه من مدرسة المتفوقين بمدينة الحسكة وعندما ذهب مع زملائه الى المدرسة في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد تم منعهم من الدخول إلى المدرسة من قبل مجموعات من قسد كانت تقف على باب المدرسة وعندما حاولوا الدخول قامت هذه المجموعات بضربهم وطردهم بقوة السلاح.