في اليوم العالمي لسلامة المرضى… حماية المرضى تبدأ بسلامة العاملين الصحيين والبحث عن إجراءات أكثر فعالية
الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
يعتبر تعزيز الفهم العام لسلامة المرضى وتكثيف مشاركة الجمهور في مأمونية الرعاية الصحية والنهوض بإجراءات ترمي إلى تحسين سلامة المرضى والحد من الأذى الذي يصيبهم خلال تقديم الخدمات الطبية، وبخاصة في ظل جائحة كوفيد 19 من أهم الأهداف التي عملت عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ضمن الندوة العلمية التي أقيمت اليوم بمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي يصادف في 17 أيلول.
وأكد الدكتور حسن الجبه جي معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي للشؤون الصحية على أهمية هذا اللقاء العلمي في وضع أولويات السلامة في العمل الطبي بالنسبة للمريض وللقائمين على الأعمال الصحية والطبية في المشافي والمراكز الصحية، مشيرا إلى الدور الأساسي للوزارة في تأهيل كافة الكوادر العلمية سواء في المجال الطبي أو كافة المجالات الأخرى . وإلى أهمية هذا اليوم في التعاون لضبط العدوى ووضع الأسس والبرتوكولات لسلامة المرضى وسلامة الكوادر الطبية.
وكشف الجبه جي عن 15 مليون خدمة طبية قدمت خلال العام الماضي في مشافي التعليم العالي وعن 665.846 مريضا تم استقبالهم في قسم الإسعاف، وعن عدد العمليات الجراحية الذي وصل إلى 132000 عملية.
لافتا إلى الدور الكبير الذي لعبته مشافي التعليم العالي في التصدي لجائحة كورونا حيث استقبلت المشافي حوالي 1265 حالة مصابة بفيروس كوفيد 19 وتم تقديم كل المعالجات لهم وفق البرتوكول المعتمد.
من جانبه أكد الدكتور رائد أبو حرب عميد كلية الطب البشري بجامعة دمشق على أن سلامة المرضى تحتاج إلى شروط واستراتيجيات تنفيذية تعتمد سياسة صحية ناجحة وبيانات واضحة ومهتمين في المجال الصحي وعلى المشاركة الفعالة من قبل المرضى.
مشيرا إلى أنه في كل عام يحدث حوالي 134 مليون حدث ضار نتيجة انعدام مأمونية الرعاية، وتعتبر أخطاء الأدوية والعدوى سببا رئيسيا للإصابات، فهناك 7 من 10 مرضى يصابون بالعدوى في الأوساط والمشافي الصحية. مبين كيف أن ربع حالات الجراحة تحدث اختلاط لدى المرضى وهناك 7 ملايين من المتعرضين للعمل الجراحي يتعرضون للاختلاط في كل عام على مستوى العالم.
وتحدثت الدكتورة اكجمال ماكستميوفا الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في سورية حول إذكاء الوعي على المستوى العالمي بأهمية سلامة العاملين الصحيين وصلاتها بسلامة المرضى، وإشراك العديد من الجهات صاحبة المصلحة واعتماد استراتيجيات متعددة الوسائط لتحسين سلامتهم، مشيرة إلى أهدف المنظمة في تنفيذ إجراءات عاجلة ومستدامة من جانب جميع الجهات صاحبة المصلحة للاعتراف بسلامة العاملين الصحيين كأولوية لضمان سلامة المرضى والاستثمار في هذا الصدد، وتقدير الواجب لتفاني العاملين الصحيين وعملهم الدؤوب، ولا سيما في السياق الحالي لمكافحة مرض كوفيد-19.
واعتبر المشاركون في الندوة على أن سلامة المرضى خلال تلقيهم الخدمة الطبية في المؤسسات الصحية أولوية صحية يجب التركيز عليها كما يجب التركيز على توفير المستلزمات والأجهزة الحديثة الواقية وبخاصة في ظل جائحة كوفيد-19 التي تشكل أكبر التحديات والتهديدات التي يواجهها العالم والبشر في الوقت الحالي وتعد أكبر أزمة يشهدها مجال الرعاية الصحية على الإطلاق من حيث سلامة المرضى. وقد ضغطت الجائحة ضغطاً لم يسبق له مثيل على النظم الصحية كافة.