دور التربية في الإقناع وتخفيف الأعباء الأسرية

الثورة أون لاين – غصون سليمان:

طلب من أمه وبشيء من الترجي أن تكتب عن معلمته منذ دخل قاعة الصف في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد ، ولأن أمه لم تعر اهتماماً لكلامه كرر طلبه أكثر من مرة باعتبار والدته تعمل في مجال الصحافة ، هذه المهنة التي تلامس هموم وأوجاع الناس ،وتعكس واقع المجتمع ، وتضيء على معظم ماهو إيجابي وسلبي في آن معا.
احترمت الأم رأي ابنها ونزولا عند رغبته سألته ماذا تريد ان نكتب عن معلمتك؟
قال لها بعد انفراج أسارير وجهه أن معلمته تحب طلابها وتشفق على أسرهم ، سارعت الأم بالاستفسار ماالدليل على ذلك؟
أجاب لقد نبهت على جميع التلاميذ في الحصة الأولى من اول يوم دوام بالمدرسة الا نزيد الضغط على الآباء والأمهات بشراء المزيد من الدفاتر والقرطاسية دفعة واحدة ، على ان يكتفي كل من لديه دفاتر من العام السابق وفيها أوراق بيضاء أن نستعملها ونستفيد منها فهي تفي بالغرض ، وعندما تنتهي يمكن الشراء وكذلك موضوع القرطاسية من أقلام عادية ، وتلوين ، ورصاص ، ممحاة مسطرة مبراة.. وكذلك المحفظة والثياب وغيرها ، ناهيك عن تعليمات وجوب الاهتمام بالنظافة الشخصية داخل المنزل وخارجه ، وأن يلتزم الطلاب الهدوء أثناء شرح الدرس كي يستفيد الجميع بعملية الفهم ، وأثناء الفرصة يجب المحافظة على نظافة “باحة” المدرسة وعدم رمي اكياس الشيبس وبقايا المأكولات هنا وهناك في فنائها ، مع التأكيد على ضرورة اللعب بهدوء أيضا والابتعاد عن كل مايؤذي..
سعدت الأم بما سمعته ، وفرحت أكثر عندما طبق ابنها ورضي بما لديه من حاجات العام الفائت مع اهتمامه ببقية الوصايا التي لحظتها في سلوكه اليومي .
طبعت قبلتها على جبينه وقالت هنيئا لكم ولنا يابني هذه المعلمة المربية التي خففت عن كاهلكم وكاهلنا بعض الأعباء المادية القاسية والتي كان من الصعب تأمينها دفعة واحدة ربما مع مونة الشتاء لاسيما المكدوس وغيره.
إنها التربية ، واسلوب المعاملة ، وطريقة التوجيه ، ولغة الخطاب ، والاهتمام بآداب وسلوك الطالب ، فالواقع المعيشي المر والضغط الاقتصادي ، وزيادة أعباء الأسرة ، فرض على الغالبية تغيير أنماط الحياة والسلوكيات المتبعة ، فلم تعد الوفرة والبحبوحة التي كانت معهودة في ظل أسعار مناسبة للدخل على عكس مانشهده اليوم من جنون للأسعار وغلاء فاحش يتقلب ويتبدل كل ساعة بين الصباح والمساء .
عندما يزرع المربون ، والمربيات بذور الحب والمعرفة ، والرأفة بما هو متاح ، شفقة وتيسيراً لأمور أبنائنا وطلبتنا ويكون في صيغة الطلب تشديد على عدم إرهاق الأسرة واستثمار كل ماهو متاح من لوازم مدرسية ، إنه لأمر في غاية الأهمية والإيجابية من الناحية النفسية والاجتماعية والثقافية ، فالتلميذ والطالب يقتنع ويستجيب بشكل عام من معلمته وأستاذه أكثر مما يمليه عليه الأهل من نصائح تتعلق بهم وبواقعهم ، إنها المدرسة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، البيئة الأكثر تأثيراً على جميع المستويات إيجاباً أو سلباً للعديد من المسائل شئنا أم أبينا في هكذا ظروف ، لذلك من المهم جداً أن يجيد مربونا طريقة توجيه البوصلة المجتمعية بالاتجاه الصحيح لضمان مستقبل آمن

آخر الأخبار
جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران هل خدع نتنياهو ترامب لجرّ واشنطن للحرب ضدّ إيران؟ رابطة الصحفيين السوريين: اعتداءات "إسرائيل" على الإعلاميين في الجنوب ترقى إلى جرائم حرب تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يتصدر أعمال قمة مجموعة السبع تصعيد إيراني في عناوين الصحف: إسرائيل تحت النار والولايات المتحدة في مرمى الاتهام خلخلة الاستثمارات عالمياً خبير مصرفي لـ"الثورة": تراجع زخم الاستثمارات تحت وقع طبول الحرب سعيد لـ"الثورة": الأسواق المالية عرضة للصدمات الخارجية الحلبي في مؤتمر الطاقات المتجددة: من التبعية إلى الإبداع... والتعليم العالي شريك وزير الصحة ومحافظ إدلب يُجريان جولة ميدانية لتفقد المنشآت الصحية المتضررة بريف إدلب لمى طيارة: غياب الفيلم السوري عن مسابقة الأطفال في "الاسكندرية" قهر الاغتراب.. في وجوه الرواية وتمرّد الحياة الفاضلة مينه: نصرة الفقراء والبؤساء والمعذّبين في الأر... هجوم إسرائيلي يُطيح بقيادة الظل .. مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه