الثورة أون لاين – حسين صقر:
بإمكانات بسيطة ومتواضعة ، يحتاج أي عمل مسرحي مهما كان بسيطاً لأضعافها ، قدم المخرج حسن عكلا عرضاً مسرحياً مميزاً بعنوان رقصة الموت الأخيرة ، وذلك على مسرح القباني بدمشق .
وقال عكلا : إن العمل هو ضفيرة مجدولة من عدة أبعاد ، اولها النص الأساسي للكاتب السويدي أوغست سترندبيرغ، والذي كتبه نهاية القرن التاسع عشر، ثم عُرف بداية القرن العشرين، حيث لم يلق قبول الجمهور لعظمته وضخامته ، وحاجته لقدرات فنية وتكنيكية عالية ، وهذا ما أدى لإحجام المخرجين في تلك الآونة عنه ، حتى أتى الكاتب النمساوي فريدريش دورينمات الذي أراد أن يقدم ذلك النص برؤية جديدة تتناسب والواقع في تلك الفترة ، ووضعه بين أيدي ومشاهدات الجمهور الأوروبي ثم العالمي ، فاشتغل على النص وقدمه وأطلق عليه” تعالوا نمثل سترندبيرغ”.
وقال عكلا: انتشر العمل أوروبياً ولقي شهرته عالمياً ، حتى وصل إلينا عن طريق القاص السوري المرحوم سعيد حورانية الذي ترجم العمل وأعطاه بدوره لي لمعرفته بأن هذا النوع من النصوص يستهويني ويحفزني ، واشتغلت على النص بصيغة مخرج ، بعد أن أصبح مطبوعاً وحصلت منه على عدة نسخ ، وعندها عدت إلى نصي سترندبيرغ ودورينمات ، كما اشتغلت بضفيرة أخرى او خصلة تخصنا ، حتى كان العرض الذي رأيتموه نتاجاً لثلاثة محاور بوحدة عضوية متماسكة ، واحدة للنص المسرحي الذي أصبح له ميزته الخاصة ، وتم تأسيسه على ثلاثة عناصر أساسية ، سترندبيرغ ودورينمات وحسن عكلا .
وقال عكلا : إن هذه النصوص عادة ماتوجه لشريحة معينة ، لاأنها تحمل رسائل معقدة ، وبحاجة لأن يحللها هؤلاء ويقرؤون مابين سطورها ، ولها جمهورها الخاص ، وبالتالي ليس من السهل أن نتحدث عنها سريعاً ، لأنها بحاجة لمعرفة الرأي حول الخطاب الذي تقدمه ، والذي يتضمنه العرض ، ولهذا نحضّر لندوة خاصة حول هذا الموضوع ، والبحث في تفاصيل نص سترندبيرغ بشكل كامل ، وعن الأحداث والأهداف والشخصيات وتركيبتها والتكتيك والكتابة ، وأضاف نعمل ضمن فن الممكن حيث قدمت مديرية المسارح مشكورة كل ما بوسعها من دعم لإنجاح العمل ، ولكن الظروف بشكل عام كغلاء الأسعار وندرة الموجودات والمتطلبات تدفعنا لتعديل الملف بناء على تلك الظروف والأسعار .
وأوضح أنهم كفريق عمل يكتفون بالهيكل الأساسي للعرض المسرحي ، حيث وضع التصميم مهندس الديكور أشرف حسن عكلا بالإمكانات المتاحة ، وتركنا الأشياء الأخرى مفتوحة حتى نتكيف مع الظروف الحالية.
وختم عكلا أن العرض مستمر حتى نهاية الشهر الجاري، ويمكن ان نشارك فيه في مهرجان قرطاج في تونس ، حيث تمت دعوتنا له ، فضلاً عن أنه من الممكن أن تكون هناك عروض في محافظات أخرى ، وهذا مانسعى إليه ، ولكن ضمن خطط وبرامج المديرية وإمكاناتها سواء في المحافظات أم مهرجان قرطاج ، وقال عكلا يجري التحضير أيضاً لنص مسرحي آخر عن مسرحية للكاتب اليوناني نيكوس كازانتراكيس الذي كتب زوربا والمسيح يُعاد صلبه ، وهناك أيضاً عمل آخر سيتم الحديث عنه في وقته.
يذكر انه قدم النص المسرحي حسن عكلا بدور إدغار ، وغسان الدبس بدور كورت ، ورامية زيتوني جسدت دور إليسا ، وكان موريس فياض قد قدم العمل وهو رجل مسرح ، بالإضافة لمشتركين آخرين محمد يونس قطان ورضوان النوري ومحمد مشناتي، بالإضافة لعدد آخر من الفنيين والتقنيين