ثورة اون لاين- بيداء قطليش:
في مؤشر واضح على نيات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، للاحتفاظ بكرسي الحكم حتى ولو خسر الانتخابات الرئاسية القادمة، وتسبب بحرب أهلية، رفض ترامب التعهد بنقل سلمي للسلطة بحال خسارته الانتخابات، وهذا قد ينبئ بمفاجآت غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الأميركية، حيث تشير كل التوقعات حتى الآن إلى أن حظوظ خصمه جون بايدن بالفوز هي الأكثر ترجيحا.
ومع تصاعد التنافس في السباق للفوز بكرسي البيت الأبيض، لايزال التراشق الكلامي بين ترامب وبايدن يشتعل، حيث يحاول كلاهما تسديد ضربات لخصمه ليرفع من حظوظه في الاقتراع الرئاسي المقرر في 3تشرين الثاني المقبل، في ظل ظروف استثنائية يتصدرها انتشار فيروس كورونا الذي سيحرم الناخبين على الأرجح من التوجه لصناديق الانتخاب لأول مرة في التاريخ والاكتفاء بالتصويت عبر البريد الذي يتوجس منه ترامب تحت مزاعم أن يؤدي إلى عمليات تزوير في العملية الانتخابية.
فترامب يحاول التقليل من قدرات خصمه بايدن من خلال تصويره على انه ليس سوى شخص ضعيف ليس من حقه حتى الترشح للرئاسة، فيما يدق منافسه بايدن على وتر عجز خصمه عن إدارة شؤون البلاد، مستدلا على رأيه بما يسميه سوء إدارة ترامب لجائحة كورونا، والتسبب في الاضطرابات التي تضرب الولايات المتحدة منذ شهور ولاتزال.
هذا الامر دفع ترامب الى تحويل الساحة السياسية الى ساحة حرب في حال خسارته الانتخابات، وإثار حالة من الاستنكار بعد رفضه التعهد بنقل سلمي للسلطة، حيث ذكرت وكالة “فرانس برس”، أنه عند سؤال ترامب في مؤتمر صحفي حول ما إذا كان يتعهد بالالتزام بنقل سلمي للسلطة عند خسارته في الانتخابات الرئاسية، كان رده “يجب أن نرى ما سيحصل”.
وأضافت، هكذا رد ترامب، مضيفة: أثار رده استنكارا كبيرا لدى المعسكر “الديمقراطي” وحتى بين صفوف أعضاء حزبه الجمهوري.
وعلق بايدن على كلام ترامب بالقول: “في أي بلد نعيش؟”، بينما قال السيناتور الجمهوري ميت رومني إنه “أمر لا يعقل وغير مقبول”.
تصرفات ترامب وقراراته الهوجاء، جعلت الانتقادات على سياسته تزداد وهذا ما أكدته شبكة سي ان ان الإخبارية أن تصرفاته المتهورة بما فيها رفضه التعهد بانتقال سلمي للسلطة في حال خسر الانتخابات الرئاسية تقود الولايات المتحدة نحو الهاوية في ظل الانقسامات السياسية المتزايدة وتفاقم مظاهر التمييز العنصري والأزمة الكارثية التي يواجهها الأمريكيون بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأشارت “CNN” في تحليل سياسي أعده ستيفن كولينسون إلى أن تعنت ترامب وهجومه على عملية التصويت بشكل شرعي عبر البريد يمثلان تهديدا للعملية الانتخابية.
وعلى وقع التناحر السياسي الحاصل في الداخل الأميركي أعلنت شرطة لويفيل إصابة اثنين من عناصرها بالرصاص واعتقال مشتبه به خلال تظاهرات شهدتها مساء الأربعاء المدينة الواقعة في ولاية كنتاكي الأميركية احتجاجاً على قرار النيابة العامة محاكمة شرطي واحد فقط بقضية مقتل المواطنة السوداء بريو نا تايلور في آذار.
وقال قائد الشرطة بالإنابة روبرت شرويدر إن عنصرين من الشرطة أصيبا بالرصاص، وهما يتلقيان العلاج في المستشفى الجامعي، مطمئناً إلى أن حالتهما مستقرة وحياتهما لم تكن في خطر لكن أحدهما خضع لعملية جراحية، وأفاد صحافيان في وكالة فرانس برس أن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً حول مكان حصول إطلاق النار.