هل تنجح الدعوات الدولية لإصلاح مجلس الأمن في ظل الهيمنة الأميركية؟

الثورة اون لاين – زينب درويش:
في ظل فشل مجلس الأمن الدولي في القيام بمهامه الموكلة إليه فيما يتعلق بشؤون الدول والمجتمع الدولي، بسبب سياسة الهيمنة الأميركية على قرارات المجلس ودفعه لخدمة مصالحها وأجنداتها حول العالم، تتجدد المطالب أكثر من أي وقت مضى من قبل العديد من الأطراف الدولية، بضرورة إصلاح مجلس الأمن الذي لم تتغير تركيبته منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا بدا جليا من خلال كلمات العديد من قادة الدول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأسبوع الجاري.
فلطالما عمدت الولايات المتحدة عبر تاريخ مجلس الأمن لتمرير أجنداتها الإرهابية التدميرية حول العالم على حساب أصحاب الحقوق وتغليب الباطل على الصواب، ومن ضمنها القرارات المتخذة لدعم الكيان الصهيوني وشرعنة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية المشروعة.
فمجلس الأمن كان دائما مطية تآمر الولايات المتحدة على شعوب العالم، وهي أي واشنطن لاتزال تسعى لتكريس سيطرتها ونفوذها الدولي عبر السعي للتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، ضاربة بكل قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط.
فمن أميركا الجنوبية إلى آسيا مرورا بإفريقيا وأوروبا، استغل قادة دول عدة فرصة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة للتشديد على الضرورة الملحة لإصلاح مجلس الأمن الدولي ليعكس بطريقة أفضل حال العالم اليوم.
وفي ختام اجتماع مغلق، طالبت الهند واليابان والبرازيل وألمانيا بأن تصبح أعضاء دائمة في المجلس، وشددت الدول الأربع على ضرورة إصلاح المجلس على وجه السرعة من خلال توسيعه “لجعله يتمتع بصفة تمثيلية أكثر شرعية وفعالية” وإلا قد يصبح “باليا”.
وقال الرئيس الأنغولي جواو لورينسو “يجب التوصل إلى تشكيلة تعكس بشكل أفضل تمثيل الشعوب والأمم والقارات”،وطالب رئيس كوستاريكا كارلوس الفارادو بتسمية هذه الهيئة الأممية العليا “مجلس الأمن البشري” وقال يجب أن يكون هيئة “قادرة على تجاوز الانقسامات الداخلية العميقة للعمل بشكل موحد وبصوت واحد”.
كذلك فعل الرئيس الأرجنتيني البرتو فرنانديز الذي دعا إلى “منزل مشترك” جديد فيما اعتبر نظيره التشيلي سيبستيان بينيرا أن مجلس الأمن “لم يعد يلبي حاجات هذا الزمن وتحدياته”.
ويبقى السؤال كيف يمكن حمل الدول الخمس الكبرى على التحرك؟ فهل يكون الحل عبر قمة اقترحها الروسي فلادييمبر بوتين؟ و كيف يمكن إقناع فرنسا المؤيدة للوحدة الأوروبية بتشارك هذا الوضع مع ألمانيا؟.
أما بالنسبة لموقع إفريقيا، فينبغي أولا على الأفارقة الاتفاق فيما بينهم، ففي العام 2005 جاء في “موقف إفريقي مشترك” أن القارة الإفريقية ينبغي أن تحصل “على ما لا يقل عن مقعدين دائمين في المجلس مع كامل الصلاحيات ومن بينها حق الفيتو”، لكن منذ ذلك الحين لم تفض المحادثات إلى أي نتيجة بشأن الدولتين اللتين ستشغلان هذين المقعدين”.
ويرى أندرو باشيفيتش استاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسطن الأميركية أن فرص نجاح الإصلاح “شبه معدومة لأنها تعني خسارة نفوذ للدول الخمس الدائمة العضوية”.
ومع ظهور تحد دولي جديد تمثل بجائحة كوفيد-19، بلغت الانقسامات بين الدول الخمس الدائمة العضوية مستويات لم تعد مقبولة بالنسبة لكثيرين.
وستكون الحوكمة العالمية بعد وباء كوفيد-19 بمبادرة من النيجر، موضع مؤتمر عبر الفيديو لمجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، وسيطرح موضوع توسيع مجلس الأمن خلال المؤتمر مع توقع أن تعارض الدول الخمس الدائمة العضوية خسارتها لبعض من امتيازاتها.
ويضم مجلس الأمن الدولي 15 عضوا، لكن الدول العشر غير الدائمة العضوية فيه التي تتجدد كل خمس سنوات لا تملك حق الفيتو بخلاف الدول الخمس الدائمة العضوية، وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه “يحق لكل دولة باقتراح مشاريع قرارات لكن في الواقع تأتي الاقتراحات خصوصا من الدول الغربية”.
وسبق للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن قال في نيسان “نعرف أن العلاقات بين القوى العظمى في العالم اليوم تعاني من عدم انتظام ما يجعل اتخاذ القرارات أمرا صعبا في مجلس الأمن الدولي”، ولا يبدو أن هذا الوضع سيتغير في المستقبل القريب.

آخر الأخبار
تحذير أمني عاجل: حملة اختراق تستهدف حسابات WhatsApp في سوريا سوريا تبحث طباعة عملة جديدة...   تبديل العملة بداية الإصلاح أم خطر الانهيار ؟قوشجي لـ"الثورة": النجا... إخماد حريق في وادي الأشعري الذهب يعاود صعوده على وقع ارتفاع الدولار م. الأشهب لـ"الثورة": طحن الكلنكر حل مرحلي لمصانع الإسمنت المتقادمة من الثمانينيات إلى اليوم.. هل ينجح المجلس السوري - الأميركي هذه المرة؟ جامعة حمص تبحث آفاق التعاون الأكاديمي والتقاني مع تركيا الخيول العربية الأصيلة في القنيطرة رمز للأصالة والتاريخ "الفيجة" إنذار لا مركزي إصلاح أبراج التوتر المخربة مستمر بدرعا العدالة الانتقالية في سوريا: خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار ومنع الانتقام "إدلب" ورمزيتها في فكر الرئيس الشرع.. حاضرة في الذاكرة وفي كل خطاب قرار لدعم صناعة الإسمنت الأسود وتحفيز الاستثمار مبادرة مجتمعية لإنارة شوارع درعا المحامي تمو لـ"الثورة": رفع العقوبات نقطة تحول اقتصادية   عميد كلية الحقوق "لـ"الثورة": العدالة الانتقالية لا يمكن تجاوزها دون محو الآلام ومحاسبة المجرمين روبيو يؤكد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب سوريا.. الشيباني: وضعنا بنية تحتية لبناء علاقات استراتيجية... ربط آبار بعد تأهيلها بالشبكة الرئيسية في حماة القمح المستورد أول المستفيدين.. عثمان لـ"الثورة": تراجع الطن 10دولارات بعد رفع العقوبات الخزانة الأميركية: بدأنا خطوات رفع العقوبات عن سوريا