الثورة أون لاين- حسين صقر:
في الحقيقة كل إنسان يمتلك من القدرات الكثير، ولديه من الإمكانات ما يجعله قادراً على صنع المعجزات، شرط أن يكون لديه نية واضحة في الحياة، و رغبة جامحة اتجاه العمل والمثابرة، وأن يكون الاندفاع عنده أكبر مما يظهر في الأحوال العادية، لأن ما هو مطلوب للإبداع والتميز أكبر بكثير مما هو مطلوب لممارسة الحياة العادية.
ومن الملاحظ أن معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع، ويتوقفون عن العمل عندما لا يجدون التقدير الكافي، وعندما لايجدون أن ما يقدمونه يلقى الرضا، حتى لو كان متواضعاً بعض الشيء، يتوقفون عما بدؤوا به، لأن التحفيز الدائم يستنهض القدرات الكامنة في الفرد، ويجعله مقبلاً على ماعقد العزم عليه بهمة واقتدار، حيث الإحباط أمر خطير، ويفرض على الأذهان قيوداً، تنعكس سلباً على القدرات الجسدية لدى هذا الشخص أو ذاك، فتجعل منه شخصاً خاملاً متطفلاً على الآخرين، ينتظر منهم الحسنات والمساعدات، أو على الأقل تثبط إمكانات الجسد، أو توهمه بوجودها.
وقالت الدكتورة رهف محمود الاختصاصية في التأهيل النفسي والحركي: إن تكيف الفرد مع بيئته المحيطة يكون الصحة النفسية لديه، موضحة أن الفرد الذي يستطيع التوافق مع نفسه ومع المحيط، يتمتع بصحة نفسية جيدة تساعده على استغلال الحركة الموجودة لديه وتطويرها،
كما أن من يتمتع بصحة نفسية جيدة قادر على تأمين احتياجاته الشخصية كاملة، ويستطيع الانخراط بالمجتمع بشكل جيد حتى وإن كان من أصحاب الإعاقة الجسدية، كما. يستطيع التعبير عن رغباته وميوله ومشاعره والقيام بمهام اجتماعية متعددة
وعلى العكس فعندما تتأثر الحالة النفسية فإن ذلك يؤدي لظهور الأمراض الجسدية نتيجة شعوره بالاضطهاد النفسي.
وذكرت الدكتورة محمود نموذجاً من إحدى الحالات التي تم استقبالها بالمركز، وهي الشابة ” ن. أ” التي كانت تعاني من نقص أكسجة دماغية أثرت على القدرة الحركية لديها، وسببت ضعفاً حركياً كاملاً في أطرافها العلوية والسفلية، بالإضافة لمشكلات في التوازن، وبدأت تتلقى العلاج من عمر ستة أشهر، ومازالت مستمرة حتى الآن، وأشارت أنه
نتيجة الدعم النفسي من الأهل والمحيط منذ الصغر، كان سبباً في تخطي مشكلات كثيرة منها تخطي التردد في الذهاب إلى المدرسة ومتابعة تعليمها في المرحلة الجامعية، التي تتابعها اليوم في كلية الحقوق، والتي تعقد العزم للتخرج منها وتصبح محامية، وهي تعلم تماماً أن مهنة المحاماة تحتاج إلى قوة في الشخصية وثقة في النفس، حيث ساعدها الدعم المعنوي على الوصول لهذه المرحلة.
الدعم النفسي منذ الصغر
فبغض النظر عن الكثير من التحاليل والتجارب التي تجرى لمعرفة مدى ارتباط القدرة الجسدية بالحالة المعنوية أو النفسية، وما يقال عن أهمية الأمل بحياة الإنسان، هناك نقطة لابد من إلقاء الضوء عليها: هي مدى ارتباط مايستطيع الإنسان فعله، إذا ارتبط ذلك بنيته على الإقدام نحو العمل، والحالة النفسية التي يعيشها، حيث أن هناك شخصا قد ينام لعدد معين من الساعات، ومع ذلك لا يريد الاستيقاظ للذهاب للعمل ويشعر أنه ليس لديه طاقة لذلك، في الوقت الذي ينام فيه آخر نصف أو ربع الساعات التي غفاها غيره، وربما ساعة واحدة منها، ثم تراه يقفز من سريره بسرعة للتحضير لرحلة ممتعة مع أصدقائه، أو لإنجاز ماتبقى له من أعمال في اليوم السابق، وهذا يأتي من ظن الشخص بأنه لن يكون قادراً على إنجاز العمل، بينما الحقيقة غير ذلك، لأن صراع الكسل مع الاجتهاد في تلك اللحظة يحتدم إلى أعلى مستوياته، وتصبح القصة معركة كسر عظم حقيقية، فإما الاستسلام مرة أخرى للنوم والبقاء في المنزل، وإما الانتصار والنهوض بكل ما أوتي من قوة، وبالتالي الوقوف من الفراش دون النظر إلى الوسادة.