خسرت الحركة الفنية التشكيلية في الأسبوع الماضي، وبيوم واحد، قامتين فنيتين هما بسام جبيلي ومحمد ديب المصري، من سكان مدينة حمص، ولقد رأينا على صفحات التواصل، الاهتمام الكبير بالأول، لدرجة التبجيل، وهو يستحق ذلك، لأن لديه قدرة على التحوير والتحريف وتجاوز الأنماط الواقعية والتسجيلية والمستهلكة والبائدة، أما الثاني فلم نجد الاهتمام اللازم برحيله، حتى أنه رحل بصمت، علماً أنه لا يقل عن الأول من الناحية الفنية والتقنية، وهما من جيل واحد تقريباً، كما غابت عن الكتابات التي تناولت مسيرة الفنان بسام جبيلي، اهتماماته الأخرى، فقد كان فناناً شاملاً، تنقل في تجاربه بين الرسم والنحت والتشكيل بالضوء عبر لوحاته المنجزة بالتقنيات الكمبيوترية الحديثة، كما له مقالات في النقد التشكيلي، علاوة على اهتماماته بالموسيقا العربية والسيمفونية، والسينما والمسرح والأدب وكل المجالات الإبداعية.
ولقد افتتح مهرجان التنوع الثقافي في حديقة تشرين بدمشق، وهو من تنظيم جمعية شموع السلام، ويقام تحت عنوان (أجراس للحب والجمال) وتضمن فعاليات في الرسم والموسيقا والشعر. والمعروف أن إبراز العلاقة المتبادلة والمتداخلة بين هذه الفنون، تعود إلى تجارب بيتهوفن، الذي تمنى لو كان للموسيقا قدرة الكلمة في التعبير عن أعماله، وهذا ما دفعه إلى الاستنجاد بقصيدة شيلر في سمفونيته التاسعة، وتمنى فاجنر لو أن الصوت يستطيع أن يوحي باللون أو يستطيع اللون أن يوحي بالصوت.
ثم ظهرت خطوات دمج الفن الموسيقي مع الفن التشكيلي مع تجارب كاندينسكي وبول كلي، فكل لمسة أو حركة لونية تصبح مصدراً من المصادر الأساسية للحركة اللحنية في موسيقا اللوحة.
كما شهد الأسبوع الماضي افتتاح العديد من المعارض، التي تعطي فرصة للأسماء الجديدة والشابة، من ضمنها معرض (الفن بيجمعنا) في ثقافي الميدان، وهو من إعداد وتنظيم الفنانة التشكيلية فايزة الحلبي، وخلافاً لما هو شائع، ليس هدف هذه المعارض، والمعارض التكريمية، إعطاء صورة عن الحالة التي وصل اليها الفن الشاب، لأن هذه من أبرز مهمات معرض الربيع السنوي، أما في المعارض التكريمية والمعارض الشابة، فيتم التركيز لإبراز الأسماء الجديدة والواعدة، ودفعها خطوات إلى الأمام.
رؤيةـ أديب مخزوم