لا شك أن معتنقي مذهب الخشية من الذكاء الصناعي وسيطرته الحتمية على عالم الإنسان، سيموتون فرحاً حال اطلاعهم على تجربة البطاقة الإلكترونية التي عجزت عن ضبط توزيع أسطوانة غاز وبضعة ليترات من البنزين.
ببراءة مؤثرة وعفوية تم التراجع عن كل ما تم الوعد به سابقاً، فالربطات الأربع من الخبز التمويني المدعوم باتت الآن ربطة واحدة في اليوم.. والغاز الذي وُعدنا بتوزيعه مرة كل 23 يوماً بات اليوم كل شهر ونصف أو شهرين حسب رغبة البطاقة ومن وراءها، مع التستر خلف عبارة “الأولوية للأقدمية” وهي أولوية أو أقدمية من المخجل الحديث عنها كما لو كانت نزاعاً حول تملّك بيت أو عقار تتشابه مستندات تمليكه..!!
أما الأكثر مدعاة للتوقف عنده فهو التحولات الجارية في فضاء البطاقة الذكية وإدارتها واسمها، لتتحول إلى البطاقة الإلكترونية أو محروقات.. ما يعني نقل ملكية البرمجيات والبطاقة إلى شركة محروقات أو أيّ يكن.. ولكن ظهرت لنا التسمية الجديدة اليوم ضمن البرمجة الجديدة للبطاقة الذكية من دون تبرير أو تفسير أو حتى أدنى اهتمام بما تم إعلانه للمواطن كنوع من الحفظ ليس على الثقة مع المواطن.. على العكس بل للحفظ على مصداقية وزارتين اثنتين..!!
ما المطلوب من المواطن؟ المواطن لم يعد يطلب شيئاً ولم يعد يريد شيئاً.. فإن كانت التسمية ستعود فلما تم الإعلان عن إلغائها.. بل لما أُلغيت التسمية ما دامت الآلية هي هي والرسوم هي هي والفشل هو هو؟ وما الغاية من هذا الاستفزاز تجاه مواطن صبر وصمد وجاع مع أنه يملك الوقت ليأكل..!!
هنيئاً لنا كل هذا الذكاء في التعامل مع التكنولوجيا.. وهنيئاً لنا كل هذه العقول التي تجاوزت العشرات من المخترعين السوريين.. وهي عقول يُسجَّل لها أنها تعاملت مع التكنولوجيا كمن استعمل ماسة كوهينور كثقل لمنع تطاير الورق..!!
الكنز- مازن جلال خيربك