لم تكن يوماً هوية رئيس الولايات المتحدة الأميركيّة معياراً حقيقياً للتعاطي مع واشنطن على أنها دولة كبرى داعمة للسلام في العالم وراعية له فمن يحكم البيت الأبيض ليس بالضرورة تقييمه بجيد أو ليس جيداً إنما الضروري هو تقييم السياسة الأميركيّة وكيفية تعاطيها مع القضايا والحقوق العربية.
ساكنو البيت الأبيض هم في الحقيقة مديرون تنفيذيون ليس إلا.. ويمثلون مجلساً لمجموعات الضغط وصنع القرار الأميركي من شركات كبرى ومصارف ومصانع للأسلحة وصناعة النفط ولا يمتلكون الحق ولا السلطة لإجراء مراجعة لسياسة بلادهم، وإنما يقتصر عملهم على التنفيذ.
التوصيف الدقيق للرئيس الأميركيّ وتحديداً الحالي ترامب بيّنه السيد الرئيس بشار الأسد في حديثه لوكالة “روسيا سيغودنيا” بتأكيده على أن ترامب هو مدير تنفيذي في كل الأحوال أراد اتباع سياسته الخاصة وأوشك على دفع الثمن”.
ترامب يأتمر بأمر مجموعات الضغط هذه التي تسيطر على الكونغرس والمؤسسات التشريعية والتنفيذية في الإدارة الأميركيّة إضافة إلى وسائل الإعلام وبالتالي تسخر هذه المجموعات لتحقيق مصلحتها الخاصة وهم اليوم – القائمون على هذه المجموعات- يراقبون حالة ترامب الصحية نتيجة إصابته بفيروس كورونا وتعافيه السريع في حبكة مسرحية هوليودية لكسب استعطاف مؤيديه لتجديد ولاية إدارته التنفيذية أو السير بمنافسه بايدن وتنصيبه مديراً جديداً وهذا يتوقف على مدى الالتزام بالسياسات المرسومة له.
الانتخابات الأميركيّة التي ستجري في الوقت القريب لا تعنينا نتيجتها إذا لم يكن هناك تغيير جوهري حقيقي في السياسة الأميركية التي يرسمها المجلس والذي سيرجح كفة ترامب أو بايدن أو أي شخص آخر لتنفيذ خطة الولاية الجديدة بهدف ترسيخ مصالحهم الخاصة على حساب شعوب العالم ودماء الأبرياء ونهب ثرواتهم.
أياً يكن خيار الناخب الأميركيّ في صناديق الاقتراع فإن الحقيقة الكاملة لجهة إحداث تغيير حقيقي في السياسة الأميركيّة أياً كان ساكن البيت الأبيض فإنها محسومة كما قال الرئيس الأسد ” إذا أردت أن تتحدث عن تغيير السياسة، فإن لديك مجلساً واحداً والمجلس نفسه لن يغير سياسته، المدير التنفيذي سيتغير لكن المجلس يبقى هو نفسه، ولذلك لا تتوقع شيئاً”.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير بشار محمد