أطلقت وزارة التربية بالأمس (الحملة الوطنية للسيطرة على العنف) من منزل الطالب عبد الرحمن مصطفى، الذي توفي بعد ضربه من قبل زميله داخل باحة مدرسته بقرية البياضية بمحافظة حماة.
الحملة ورغم أهميتها الكبيرة للحد من العنف بين التلاميذ وطلاب المدارس، إلا أنها بلا شك جاءت متأخرة جداً، وعلى إثر حادث أليم أدى إلى وفاة تلميذ على يد زميله، لاسيما وأننا كإعلام وطني تحدثنا كثيراً عن هذا الموضوع تحديداً وباستفاضة كبيرة عن العنف بين التلاميذ، باعتباره أحد المفرزات السلبية والخطيرة للحرب، التي ما تزال تشن على الشعب السوري منذ نحو عشر سنوات.
تتزايد أهمية هذه الحملة من ضرورة تطبيقها على أرض الواقع، وعدم التعامل معها من باب ردات الفعل، أو من باب الاستعراض المرفوض في ظل هذه الظروف الصعبة التي تجتاح الوطن، والتي أرخت بظلالها السوداء على سيرورة حياتنا على أكثر من منحى، خاصة النفسي والاجتماعي، لذلك يتوجب متابعة تطبيقها بدقة ومسؤولية من قبل المعنيين بالأمر.
الكثير من مدارسنا تغدو فيها الفرصة مسرحاً للفوضى واللعب العنيف بين التلاميذ، وعلى أعين بعض المعلمين والمعلمات، هذا في حال كانوا متواجدين أصلاً، وهذا يعزى بطبيعة الحال، إما لاستهتار الكادر التدريسي والتوجيهي المسؤول عن مراقبة التلاميذ في باحة المدرسة خلال الفرصة، وإما لجهل ذلك الكادر بخطورة اللعب العنيف للتلاميذ خلال الفرصة الذي يؤدي غالباً إلى العراك والضرب والعنف المتبادل بينهم، والذي يؤدي بدوره وفي كثير من الأحيان إلى نتائج خطيرة، دون أن ننسى مسؤولية الأهل الكبيرة عن توعية وتهذيب أبنائهم.
إن مسألة العنف بين أطفال وتلاميذ المدارس، تحتاج قبل كل شيء إلى حملات توعية بين التلاميذ أنفسهم تضعهم أمام خطورة هذا الموضوع، وبالتوازي تحتاج إلى قرارات صارمة من وزارة التربية إلى كل الكوادر الإدارية والتدريسية والتوجيهية بضرورة مراقبة هذا الموضوع عن كثب والتصدي له والسيطرة عليه وعدم الاستهتار بخطورة تداعياته، ولعل وفاة التلميذ عبد الرحمن المصطفى تكون موعظة ورسالة لكل أطراف العملية التربوية، ونقصد هنا الأهل والمدرسة.
عين المجتمع- فردوس دياب