فصل الأوراق المتساقطة، والطبيعة المتغيّرة، فصل التأمل والتذكُّر والتفكير…من منا لا يستمتع بمنظر أوراق الأشجار الملونة التي تتغير مع بدايات فصل الخريف.
و اليوم نعيش الحزن .. و نحن نرى حلول فصل الخريف لأن نيران الحرائق التي اندلعت في أرياف محافظة اللاذقية قد جاءت على أشجار لتحولها من عطاء و بركة.. و تحولها من أشجار تبعث الحياة و تزينها.. إلى أحطاب سوداء لا تشبه سوى قلوب و عقول البعض !!.
أهالي و سكان القرى التي فعلت الحرائق ما فعلت بها أكدوا أن هناك من استغل الظروف الجوية من رياح و حرارة ليدمر مصادر دخلهم.. مساحات كبيرة من بساتين الزيتون… و مثلها من بيارات الحمضيات أضحت في خبر كان.
من الطبيعي أن تحصل الحرائق في مثل تلك الظروف.. لكن بكل تلك المواقع رغم التباعد بينها.. فهذا مستغرب.. و لم يسبق أن حصلت مثل تلك الحرائق في المحيط القريب من حقول و بساتين المزارعين!!!.
و لعل المفارقة الكبيرة في طريقة تنقل النيران و محاصرتها للمنازل في قرى و مزارع.. الأمر الذي يتطلب درجة كبيرة من الحذر .. و يرتب على المجتمع المحلي العمل على المشاركة في مراقبة و حماية قراهم مع باقي الجهات المعنية .. لأن تعاونهم يعتبر حجر الأساس في قطع الطريق على بعض من يحاول زعزعة استقرار ريفنا و تدمير مقومات اقتصاده.
الدور المطلوب في كل زمان و كل مكان.. إن لم يكن فقط في حماية حقولنا .. يكن في السرعة لمؤازرة الجهات المعنية في تطويق نيران الحرائق .. و التعاون لإخمادها بالسرعة الممكنة مما يؤدي إلى منع انتشارها.
ويبقى أن نشير إلى أن جميع المواطنين في القرى التي تعرضت للحرائق .. عبروا عن تقديرهم العالي للجهود الكبيرة التي بذلها و يبذلها رجال الإطفاء في ظروف خطرة لحماية أسرهم و ممتلكاتهم.
ويبقى الأمل معقوداً على تعاون الجميع في حماية بلدنا من كل خطر.. و لعل تكاتف الجهود تثمر خيراً وسلاماً وأمناً ينشده الجميع في وطن السلام و المحبة .. في سورية المحبة و الخير.
أروقة محلية -نعمان برهوم