الحديث الذي يلهج على ألسنة الناس في عموم الوطن، ويكتنف جلساتهم، ويطغى على أي أمر آخر هذه الأيام هو فاجعة الحرائق التي ضربت محافظات حمص وطرطوس واللاذقية وتحديداً أرياف هذه المدن، سبقتها حرائق ريف حماة في مصياف والغاب.
الأسئلة كبيرة وكثيرة وقبلها المعاناة والآلالم والأوجاع والأضرار والحالة لتداعيات هذه الحرائق التي ترتقي إلى حد الكارثة بيئياً واجتماعياً واقتصادياً وعلى جميع المستويات والصعد..!
كل الاعتبارات التي يمكن الحديث عنها وحولها وبشأنها والاجتهادات والتأويلات والتحليلات تسقط وتوضع جانباً إلى حد ما أمام أولوية واحدة فقط لاغير العمل بكل الوسائل والإمكانيات مهما صغرت أو كبرت لإخماد هذه الحرائق ومنع امتدادها وانتشارها يتقدم عليها ضمن هذا الواقع الصعب أولوية حماية الناس وضمان حياتهم أفراداً وأسراً وعائلات، وهذا ماعملت عليه وركزت الدولة بكل ما تملك وتستطيع عبر جميع الجهات فيها المعنية مباشرة وغيرها بل أصبح الجميع معنياً بالمباشرة، حيث استنفرت أجهزتها الرسمية إلى جانب المجتمع المحلي والأهلي والاتحادات والنقابات وغيرها لهدف واحد وغاية واحدة يدركها الجميع.
نجحنا جميعاً في درء الخطر الأسوأ رغم الجراح والمآسي والخسائر والأضرار والحالة الصعبة والقاسية جداً، وبجهود جبارة وطنية وتعاون وتكاتف قل نظيره خمدت النيران وانطفأت الحرائق لكن يبقى الحذر والحيطة والاستعداد لأي طارئ قد يحدث وخاصة في حركة الطبيعة وخصوصاً الرياح.
الحديث عن الأسباب والدوافع وما يدخل ضمنها في هذا الإطار ولاسيما أننا منذ أكثر من عشر سنوات نواجه حرباً عدوانية في كل شيء له حساباته وظروفه ولامجال ولاحاجة أو ضرورة للدخول في التفاصيل على الأقل عبر هذه الزاوية الإعلامية، أما كيف وأين ولماذا…؟!و…و….ومئات بل وآلاف الأسئلة التي يتم طرحها لابد أن يكون لها حصة كبيرة ومساحة أكبر في أولوية الحكومة والسلطات والجهات المختصة جميعها.
مساحات زراعية كبيرة وكبيرة جداً مغروسة في عقول ونفوس الناس وحياتهم مزروعة بشتى أنواع المحاصيل من زيتون وتفاح ورمان وأشجار مثمرة بأنواعها تلاشت بساعات، وثروة حراجية عمرها يتجاوز مئات السنين، ومحميات طبيعية نوعية نادرة أضحت رماداً، ومنازل احترقت وقرى غادرها أهلها في غفلة من الزمن.. و….و….و….الخ
إذا نحن أمام حالة استثنائية في ظرف استثنائي تحتاج إلى الاستثناء في الأولوية…!!
حديث الناس- هزاع عساف