رغم كل هذا الضيق والوجع والصورة السوداء القاتمة التي رسمتها تداعيات حرب حاقدة على مظلة أمان مجتمعي كان ينعم أصحابه بكل مقومات العيش الكريم بفضل طاقات أبنائه وسواعدهم الخيرة على مدى سنوات طويلة من البناء، مازال واقفاً رغم تصدع جميع الجدران المحيطة.
فبعد أن نال الإرهاب ما ناله من بيئة الإنسان السوري والقدرات البشرية الغنية والتي لم يستطع أحد ما في هذا العالم أن يكسر عزة النفس لديه وإرادة الحياة التي يمتلكها، كان دور الانتقام الأشد من الطبيعة بما تحمله من خصوصية وما تعنيه بنفس العامل والفلاح وأجيال المكان.
لاشك أن الخسائر المادية والنفسية كبيرة وصادمة حتى يصعب على المرء تصديقها لكنها أصبحت أمراً واقعاً.
الجهات المعنية في الحكومة والدولة تعاين على الأرض وترصد ما يتطلب فعله من ترميم وتأمين قوت أبناء الساحل المنكوب في العديد من القرى والبلدات.
فوزارة الزراعة ترى على سبيل المثال أن كل منطقة تحتاج نباتاً يجب أن يكون هناك دراسة بيئية متكاملة من حيث التربة، المياه، المناخ ماينعكس إيجاباً على المنطقة مستقبلاً، كأن يعاد النظر ببعض الأشجار الحراجية التي تكون مساعدة على الحرائق في حال وقوعها بمعنى سيكون هناك إعادة نظر حتى بمواقع أشجار الزيتون والأشجار المثمرة الأخرى ومدى ملاءمتها لكل تربة في مواقع الحريق، مع تقديم كامل الدعم للفلاحين فيما يخص التحريج وتوزيع الغراس المتنوعة.
فما رأيناه من شراكة حقيقية في متابعة لمجريات حرائق محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وقبلها في قرى مصياف والغاب وريف حماة الغربي، ما بين مديريات البيئة والزراعة والجمعيات البيئية مع المجتمع الأهلي يعكس تلك الغيرية المسؤولة على بنية المجتمع وتكافله بنظرته الإنسانية.
إن التأكيد على مراكز الدعم البيئي المجتمعي أساس في تنظيم الأدوار بطريقة نحافظ فيها على الغابات، وعلى أن تكون عامل تنمية محلية في تنوعها الحيوي وطريقة استثمارها بالشكل الأمثل.
شكراً لكل من ساهم بتطويق أوجاع الوطن من أبناء الشعب السوري. فيما الدخان عمى أبصار العالم عن رؤية جرائمه الخفية.
عين المجتمع -غصون سليمان