الثورة أون لاين – حسين صقر:
تعتبر مدارس المتفوقين أحد الإنجازات المهمة التي قامت فيها وزارة التربية لجمع الطلاب ذوي المستوى الدراسي المتقدم في بيئة دراسية واحدة ، وتحققت على مستوى القطر ، حتى أضحت خطوة رائدة لتطوير عملية التعليم وتحديثها ، كما شكلت دافعاً كبيراً لفئة من الطلاب لمواصلة التفوق وتحقيق غاياتهم وأهدافهم العلمية في متابعة تحصيلهم الدراسي .
ولهذا يختلف العمل في بيئة مدارس المتفوقين عن غيره في المدارس الأخرى .
– محطات وتجارب تربوية
وتحدث الأستاذ محمد صقر عن مدارس المتفوقين كمحطات وتجارب تربوية تعليمية مميزة تهدف إلى العناية بالمتفوقين وصقل مواهبهم وإبداعاتهم قائلاً : من إيجابيات هذه المدارس التعامل مع مستويات فكرية عالية ، موضحاً أن هؤلاء يحصلون على كم أكبر من المعلومات والمعارف بوقت قياسي ، بما يتناسب وإعدادهم للمستقبل وفق إمكاناتهم وقدراتهم ورغباتهم ، وبما يساهم في إبراز تميزهم وتحفيز مواهبهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم.
وقال صقر تكمن السلبيات في حال لم يتم تأمين الكادر الإداري والتدريسي المناسب والمؤهل، بالإضافة لعدم تأمين مستلزمات العملية التدريسية ، وبُعد أماكن سكن الطلاب لكون عدد مدارس المتفوقين قليل بالمقارنة بعدد المناطق ، حيث يتطلب نجاح هذه التجرية زيادة عدد المدارس ، وتأمين الكادر التدريسي المدرب ، ومستلزمات التعليم الأساسية كالتقنيات والوسائل والمخابر والكتب والمناهج الإثرائية التي ترفد المنهاج الأساسي.
وأضاف صقر لابد من افتتاح مدارس للمتفوفين بكافة المناطق على مستوى كل محافظة وتحقيق العدالة وتأمين دخول كل متفوق للمدرسة الموجودة بمنطقته ، وعدم إرهاقه بالذهاب لمنطقة أخرى ، ما يؤدي لضياع وقته ، بالإضافة لتأمين الدعم المادي لهذه المدارس ، كذلك إقامة دورات تدريبية عالية المستوى للمدرسين كطرائق التدريس وأساليب التعامل والتواصل والدراسات النفسية والاجتماعية.
ويقول المدرس محمود يعقوب : إن الكادر التدريسي يتعامل مع هذه المستويات بشكل مختلف عن المدارس العادية لأن شريحة كاملة من المتميزين والمتفوقين أمامه ، لكونه يتعامل مع نموذج فكري وعقلي متقارب، ولذلك فإن الكثير من المدرسين يحبذون العمل في مدارس المتفوقين .
بدورها أكدت المدرسة منال سلمان : إن
ميزات العمل بمدارس المتفوقين تختلف عن غيرها ، لأن المدرس مهيأ نفسياً ، لأن مهمة تنمية الجانب الفكري والإبداعي عند هؤلاء الطلاب أسهل بكثير من تنميتها عند أقرانهم في مدارس غير المتفوقين.
أحد أولياء الطلاب السيد حسن ناعمة أكد إن الإقبال كان شديداً على هذه المدارس في الأعوام الأولى ، ووفد الطلاب من البلدات والقرى واستأجروا منازل على أمل أن تسوى أمورهم بتأمين قسم داخلي لهم ، ولكن هذه الآمال فقدت وتضاءلت معها حوافز التفوق والإبداع وربما تناسى المسؤولون في وزارة التربية هذه الامور المهمة التي نص عليها مرسوم إحداثها.
من ناحيتها قالت السيدة بثينة سالم : مما لاشك فيه أن مدارس المتفوقين مشروع وطني لاستثمار طاقات الشباب ومعرفة مؤهلاتهم كي يشاركوا بفاعلية في عملية بناء المجتمع ، من هنا فإنه يعول الكثير من الأهالي على هذه المدارس ، ويتوسمون بها خيراً ، لكن السؤال هل تؤدي هذه المدارس الغاية التي جاءت من أجلها فيما يتعلق بآليات بنائها وتأمين مستلزماتها واحتياجاتها وانتقاء كوادرها ، هذا ما ستثبته الأيام القادمة