الدواء والهاجس الصحي

أثار ارتفاع معظم أسعار الأدوية وتعديلاتها المتلاحقة استياء أغلب المواطنين، حيث بات تأمين أنواع معينة من الدواء يستنزف ميزانية الكثير من الأسر، إضافة لحالة عدم الاستقرار في توفر بعض الأصناف الدوائية وفقدانها في أحيان كثيرة من الصيدليات لتبدأ رحلة البحث عنها في السوق السوداء، مما يعرض حياة البعض من المرضى للخطر ويجعل منهم فريسة سهلة نتيجة الوقوع تحت رحمة تجار الأدوية، ناهيك عن استغلال بعض الشركات العاملة بهذا المجال الأوضاع الحالية لرفع الأسعار من أجل أهداف ربحية، واشتراطها تحميل أدوية على أدوية وبيعها بأسعارمرتفعة، مما يؤدي إلى خلل في أسعارها واختلافها بين صيدلية وأخرى .

هناك مشكلة حقيقية في موضوع الأدوية فخلال السنوات الأخيرة شهد قطاع الصناعات الدوائية تراجعاً كبيراً نتيجة تعرض جزء كبير من معامل الدواء الوطنية في القطاعين العام والخاص للتخريب والنهب، وفقدان بعض الأدوية، ما فاقم من معاناة المواطنين وأشعرهم بالخوف من فقدان الأمان، فيما يخص حيوية وأهمية هذا القطاع، الذي كان يصنع عشرات الأصناف من الأدوية المنتجة محلياً وبأسعار وجودة جعلتها منافسة لمثيلاتها الأجنبية قبل بدء الحرب العدوانية على سورية.

إنعاش القطاع الدوائي يحتاج إلى جهود استثنائية ودعم كبير، والتواصل مع الأطراف والجهات المعنية بهذه الصناعة لحل مشاكلهم ومواجهة التداعيات الناجمة عن ارتفاع قيمة الدولار وتأثيره على سعر الدواء وإيجاد حلول لمشكلة المواد الأولية وتأمين مستلزمات هذه الصناعة ومعالجة تكاليف النقل الباهظة، والتي تتسبب بخسارة كبيرة للشركات، وهو ما يدفعها إلى إنتاج أصناف أقل فعالية مما كانت عليه بهدف تعويض خسارتها.

بعد تهديد فيروس كورونا المستجد أصبح الهاجس الصحي اليوم مسيطراً على أولويات الدول والحكومات، لذلك لابد من تطوير هذا القطاع لأنه دعامة مهمة في الاقتصاد الوطني ويشغل آلاف العمال والكوادر الفنية المؤهلة والمتخصصة في مجالات الطب والصيدلة والكيمياء، ووجوده يدعم صناعات رديفة مثل الكرتون والزجاج والبلاستيك وغيرها، الأمرالذي يحتم التواصل مع الدول الصديقة والحليفة للالتفاف على العقوبات لتأمين احتياجاته ومتطلبات النهوض فيه وتحفيز معامل الأدوية على إنتاج الأصناف المفقودة لأن تأمين هذه الأدوية عن طريق الاستيراد يشكل عبئاً على الدولة، وضرورة تعديل أسعار الأدوية بما يتماشى مع تكلفة كل منتج دوائي وتلافي فقدانها من الأسواق في ظل صعوبة الاستيراد نتيجة الظروف الراهنة والحد من تلاعب بعض الوكلاء والموزعين والمحتكرين.

أروقة محلية- بسام زيود

 

 

 

آخر الأخبار
من شمالها إلى جنوبها.. "فداء لحماة" بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي ضبط أربع سيارات محملة بمواد متفجرة وعضوية في بصرى الشام العودة إلى "سويفت".. اختبار حقيقي لجاهزية البنية المصرفية التسعير والسوق.. هل حان وقت إعادة ضبط الآلية؟ وحدة كردية أم انحسار استراتيجي؟.. سحب أوراق "قسد" وإعادة رسم التوازنات في دمشق  "أمازون": هجمات سيبرانية إيرانية تمهد لعمليات عسكرية مباشرة نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات