الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
المطالبة بالمساواة العرقية والتخلص والقضاء على العنصرية المتجذرة تشكل الحدث الأبرز التي تسبق انتخابات الرئاسة الأميركية التي يقترب موعدها، والتي تأتي أيضاً بعد صيف ساخن من التظاهرات بعد مقتل مواطن أميركي من أصل أفريقي على أيدي الشرطة الأميركية والذي كان الفيصل الذي كشف صدى المعاناة، وكشف أن العبودية والعنصرية لا تزال تفعل فعلها داخل المجتمع الأميركي.
ومن هنا فقد كان لتعاطي أميركا مع الإرهاب والتمييز العرقي انعكاسات على الحملة الانتخابية المثيرة للجدل، فقد كثفت حركة “حياة السود مهمة” الضغط على المسؤولين السياسيين للتصدي لعدم المساواة في البلاد، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب امتنع بشكل فاضح عن إدانة مجموعات القوميين البيض.
ووفق ما يجري فإن المشاهد في مدينة تشارلستون حسب وكالة “آ ف ب” تذكر بالتوتر الذي لا يزال سائدا، حيث يبدو ذلك بشكل أكثر وضوحاً، حيث يلوّح رجل بعلم كونفدرالي ضخم، ومتظاهرون يرفعون لافتة كتب عليها “العنصرية تقتل”، وفي ولاية كارولاينا الجنوبية، تبقى التوترات حادة حول تاريخ العبودية، مسلطة الضوء على أبرز الانقسامات المتعلقة بالانتخابات القادمة.
وأمام هذا المشهد العنصري المتكرر كان الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد قد قتل اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس، لكن منذ مقتله تم إزالة أكثر من 100 نصب أو رمز للكونفيدرالية، وهي ولايات الرقيق الجنوبية التي انفصلت عن الاتحاد في 1861م، من مساحات عامة في إطار طي صفحة الماضي الكونفيدرالي على المستوى الوطني.
بمقابل هذه العنصرية، قالت ريتا كازيركيس التي كانت تشارك في تظاهرة مضادة: “يقفون أمام هذا التمثال، مع حكاية خيالية عن أنها قضية نبيلة، فيما الحقيقة هي أن زمرة من العنصريين يحتفون بتاريخ عنصري، ولذا نحن هنا”.
ومع محاولات التخلص من العنصرية والعبودية التي تتجذر وتتمدد، فإن ولاية كارولاينا الجنوبية- حيث تفجرت الحرب الأهلية- تتصدى لماضيها العنصري، لكنها في نفس الوقت تواجه حركة للبيض القوميين يطال تأثيرها المواطنين في حياتهم اليومية.
يأتي ذلك بعد خمس سنوات على قيام رجل مؤمن بنظرية تفوق البيض بقتل تسعة مصلين من ذوي البشرة الملونة في كنيسة في تشارلستون، وهو ما يرخي بثقل التمييز العنصري على الولاية، والذي دفع بحاكم ولاية كارولاينا الجنوبية الجمهوري إلى إنزال علم الكونفيدرالية من مبان حكومية.
وبحسب التوقعات ففي تشرين الثاني القادم يمكن أن تنتخب كارولاينا الجنوبية السيناتور الثاني من أصل إفريقي، هو الديمقراطي جيمي هاريسون، ما سيجعلها أول ولاية أميركية يمثلها عضوان من السود في مجلس الشيوخ في نفس الوقت، وهنا يقر هاريسون، بالتحديات بالقول: “هذا هو الإرث.. هذا هو الألم التاريخي الذي يعيش معه الكثير من السود كل يوم.. الأمر صعب”.
ويقول الخبراء إن قمع الناخبين لا يزال يمثل مشكلة خطيرة، وخصوصا في الجنوب، فيما تتكاثر اتهامات عن عنصرية في مجالات التوظيف والتعليم والرياضة.
وما يزيد من هذا الألم وهذه المعاناة من العنصرية هو ما أشعله من نقاش السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عندما ارتكب زلة لسان الأسبوع الماضي، بعد أن أثار غضبا بحديثه عن “الأيام الجيدة الماضية للفصل العنصري” خلال جلسة لتثبيت المرشحة للمحكمة العليا إيمي كوني باريت.
وعلق الناشط في حركة السود مهمة ماركوس ماكدونالد بالقول: إن التصريح “عنصري فحسب، وما كان يجب قوله … حتى وإن كان على سبيل المزاح”.
ومع اشتداد صراع الانتخابات بين بايدن وترامب طالب الأخير مكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي آي” بالتحقيق مع منافسه المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، واصفاً إياه بالرجل “الفاسد” وذلك في أحد تجمعاته بولاية أريزونا، مشيرا إلى تقرير صحفي يتحدث عن تورط بايدن في صفقات تجارية عقدها ابنه خارج الولايات المتحدة، متهماً عائلة بايدن بأنها “مؤسسة إجرامية”.