على لهيب الفوضى الإرهابية وحرائق التعديات والانتهاكات والفظائع الوحشية المرتكبة في الجزيرة السورية التي تفتعلها أميركا عبر أدوات إرهابها، والتي عادة ما تسبق أي غاية احتلالية تراود أركان إدارتها وتقود جموح خطواتهم الإرهابية، تسعى واشنطن لفرض مشيئتها التسلطية بممارسة كل أشكال البلطجة والتجبر العدوانية، التي لا يحوي قاموس عنجهية حكامها من مفردات سواها، إضافة إلى مصطلحات الوعيد الوقح والعقوبات الجائرة وكيل الاتهامات الباطلة وسيلة ثعالب إداراتها الخبيثة، للنيل من دول استعصى عليهم تطويع وإخضاع شعوبها للمشيئة الأميركية، رغم رفع منسوب استهدافهم بإرهاب اقتصادي جائر لخنق سبل أمانهم والتضييق على مقومات عيشهم، وباستماتات عبثية لكسر إرادة وتصميم جيوشها على نسف المخططات الشيطانية، التي تمتهن واشنطن حياكة سيناريوهات الإجرام فيه بمختبرات شرورها.
فلهاث إدارة ترامب محموم لتوسيع نهب الثروات السورية، وتطويق المقاومة الشعبية بزنار إرهابي، ووجود احتلالي تجهد لتكريسه واقعاً مشوهاً على الخريطة السورية، وتريده أن يكون صخرة هيمنة استعمارية تجثم على صدور أهلنا في الجزيرة، وتعوق سبل حياتهم وأمانهم واستقرارهم.
أميركا في آخر فصول إرهابها على الأراضي السورية، تعول على آخر أوراقها المحروقة، وتزج بكل أدوات إرهابها من نظام تركي انتهازي وميليشيا انفصال عميلة مرتهنة وبقايا تنظيمات إرهابية مأجورة لفظتها ميادين معارك التحرير السابقة، تزج بهم دفعة واحدة في مرجل الجزيرة ليرفعوا حدة الانتهاكات وارتكاب الجرائم، ظناً منها أن المستحيل الميداني الذي لطالما استماتت لقلب معادلاته قد يصبح ممكناً برفع وتيرة الاستهداف الإرهابي لأهلنا في الجزيرة، ورفع حرارة المشهد الشرقي لدرجة الغليان الميداني، لكن يغيب عن بال أرعنها أن ذخيرة إرهابه هذه منتهية الصلاحية الميدانية، وأن زيادة الحطب الإرهابي لن ينضج طبخته الاستعمارية، لكنها مقامرات المفلس على حافة الهزيمة المرتقبة.
فكل طقوس العربدة العدوانية التي تمارسها الإدارة الأميركية الحالية على خشبة الفجور الوضيع، غاياتها إشباع غريزة الجشع والنهم المسكون بها، تاجر الحروب دونالد ترامب الذي يسبح بعمى بصيرة وانعدام إدراك عكس تيار المعطيات الميدانية التي اتضحت إرهاصاتها في الشرق السوري برسائل المقاومة الشعبية التي زاد انهمارها في الجزيرة.
إذاً هذه هي أميركا المنفلتة من أي ضوابط ملزمة، المارقة على كل القوانين تمشي بكل صفاقة على جثة الشرعية الدولية حين تنتهك وحين تعتدي وحين تشهر سيف العقوبات في وجه من لم يرتض غلوها الإجرامي، ويحابي إرهابها مجتمع دولي تابع مصادر الارادة ومؤسسات أممية مشلولة خانعة، واتحاد أوروبي سفح آخر قطرات الإنسانية عند إقدام سيده الأميركي ليمشي في ركب فجوره وينغمس حتى أذني تبعيته في وحل الوحشية الأميركية.
أجل هذه أميركا صاحبة اليد الطولى بافتعال الحروب الإرهابية لزعزعة استقرار الدول وإن غيرت لبوس حكامها الحربائي لا يمكن أن ينضح إناء غطرستها إلا بالإرهاب وانتهاك حقوق الشعوب وتفصيل القوانين الدولية على مقاس أطماعها ومصالحها.
أي متابع مشاهد للغلو الأميركي في العربدة العدوانية على امتداد الخارطة الدولية يستفزه الصمت الأممي وتثير حميته الإنسانية صور الاعتداءات والانتهاكات، فكيف لمن تدعي أنها منظمات أممية أن تغرق في سبات التواطؤ والتخاذل المعيب؟! وكيف ترتضي هذه المنظمات التي تصدع رؤوسنا بشعارات الإنسانية الزائفة وتبتلع لسان الحق عن تجريم المعتدين، وكيف تستسيغ بكل امتهان المجاهرة الأميركية بالتمادي على حقوق الإنسان أولاً وعلى سلامة واستقرار الدول ثانياً وتترك لواشنطن وسفاحيها تلوين الرقعة العالمية بألوان الدماء ؟!
لكن بعيداً عن السطوة الأميركية على المؤسسات الأممية فإن استراتيجية الدولة السورية التي ملأت السلال السورية بقطاف انجازات يشهد لها عالمياً، وبطولات جيشها وثبات وعزيمة أبنائها في المقاومة الشعبية، هي من سيحرق أوراق المخططات الاستعمارية، وميدان الجزيرة لن يتلو إلا بيانات النصر على الغزاة والمحتلين وأدواتهم.
حدث وتعليق – لميس عودة