مع توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، يكون الليبيون قد خطوا أولى الخطوات باتجاه إنهاء حقبة من الدمار، وبنوا أولى اللبنات في سور مواجهة انتشار الارهاب، وتدخل نظام رجب أردوغان في الشأن الليبي.
بعيداً عن منعكسات الاتفاق الإيجابية إزاء الشعب الليبي، وتراب بلده، فإن الهدف النتيجة الكبرى هي سقوط ورقة ابتزاز، وبازار من يد النظام التركي، الذي اتخذه دائماً حجة للتدخل في شؤون ليبيا، واتخاذها قاعدة عسكرية متقدمة للتدخل في شؤون باقي الدول الإفريقية والمتوسطية، وتهديد أمن واستقرار المنطقة.
يؤسس اتفاق 5+5 لليبيا جديدة، إلا أن ثمة عواصف قد تهدد صموده وتنفيذه على أرض الواقع، تلك العواصف تتمثل في محاولات تركية متوقعة لنسفه، عبر تحريض ودفع مرتزقتها الإرهابيين في ليبيا إلى خرق ذاك الاتفاق، ووصولاً إلى تبادل الاتهامات والعودة بالأمور إلى نقطة الصفر، وذلك بغية الحفاظ على الورقة الليبية، والضغط على دول المنطقة على طاولة الحلول، وحجز مكانة لها في ليبيا، والحصول على مكاسب ما، يخطط النظام التركي للحصول عليها، من خلال إرساله مرتزقة إرهابيين هناك.
ليس بعيداً على النظام التركي، سياسة تدمير اتفاقات السلام، وآخر تلك الصور ما حصل في إقليم قره باغ، وتحريض النظام التركي حكومة أذربيجان لخرق اتفاق موسكو الداعي لوقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان، ذاك التحريض أعاد الأمور في قره باغ إلى المربع الأول، وتجدد القتال بين طرفي النزاع هناك.
من المؤكد أن اتفاق الأطرفاء الليبيين يعد فرصة كبيرة لإنهاء سنوات من الدم في ليبيا، فرصة للبدء ببناء الدولة الليبية بعيداً عن التدخلات الخارجية، والإسراع بتنفيذ الاتفاق، وإخراج المرتزقة هو مفتاح الحل الدائم في ليبيا.
حدث وتعليق- منذر عيد
moon.eid70@gmail.com