هل فعلاً لدينا إبداع واختراع، وهل وصلنا حقيقة إلى مرحلة بتنا متأكدين من وجود مثل هذه القدرات والطاقات البشرية القادرة على تحقيق إنجازات علمية ومعرفية لافتة وغير مسبوقة..؟
في الحقيقة هو سؤال عريض بات علينا أن نقف عنده اليوم في وقت يتم فيه التحضير لمعرض الباسل للإبداع والاختراع، والذي يقام سنوياً ويشارك فيه العشرات من الطامحين وأصحاب المحاولات والتي لا ننفي أن يكون بعضها وصل إلى مرحلة الإبداع والاختراع..
فمنذ إطلاق المعرض قبل عشرين عاماً وإلى اليوم لم نسمع عن تبني أي من الجهات العامة أو الخاصة مشروعاً من مئات المشاريع التي عرضت على مدى عقدين من الزمن، أو تم الحديث عن حالة مميزة من تلك الاختراعات التي تقدم بها المشاركون.
هذا يدفع بالسؤال عن مدى الجدية في البحث عن كل ما يمكن تسميته إنجازاً محلياً سواء في الصناعة أو الزراعة أو التكنولوجيا الرقمية أو غيرها من المشروعات التي تقدم بها مخترعون أو مبدعون شاركوا في المعرض.
فهل الأمر هو مجرد استعراض شكلي لعنوان عريض ومهم هو (الإبداع والاختراع)، أم أننا حتى الآن لم نصل إلى حالة إبداع حقيقية تستحق أن تظهر ويسلط الضوء عليها وتستثمر بالشكل الصحيح..؟؟
في الحقيقة، لا يمكن أن ينفي أحد وجود أشخاص مبدعين وقادرين على تحقيق إنجازات علمية مهمة، لكن من الضروري هنا الإشارة إلى أن البيئة المناسبة للإبداع غير متوافرة، الأمر الذي يفسر عدم وجود أعداد ملحوظة من المبدعين والمخترعين في سورية، فهناك عوامل أساسية لدعم مناخ الإبداع والاختراع، أهمها توفير الموارد المالية والتجهيزات التقنية لتمكين الأفراد المبدعين وتحفيزهم وتشجيعهم على تحقيق إنجازات قابلة للتوظيف والاستثمار في مختلف المجالات..
حديث الناس- محمود ديبو