أي مرحلة نعيش؟!

بعد قرابة عشر سنوات نقف عند مفترقات شديدة الدقة، تحتاج الكثير من التقييم والتقويم والمراجعة لمعرفة واقع الربح أو الخسارة في كل محطة وفي كل لحظة من سنوات العدوان على سورية.

ولعل النتيجة النهائية أوضح حقيقة نلمسها، لكن التفاصيل والوقائع تحتاج حالة توقف مطولة للخوض في دراستها وتحليل ومراجعة جميع الظروف التي رافقتها أو أثرت بها والخلاصات النهائية ومدى الالتزام بالدروس المستفادة في كل مرحلة أو محطة مررنا بها أو عشناها ونحن نتصدى لموجات العدوان المتواصلة والمتعاقبة بمختلف أشكالها وأساليبها.

في الغالب لم يكن أي سوري يتوقع ما حصل في بلده ولم يكن يعتقد أن ثمة عدواناً إرهابياً يتربص به ويخطط لضرب تلك البنية الاجتماعية المتمثلة في نموذج حضاري للعمل والتعاون والعيش المتكامل في منطقة كانت مهد الحضارات الإنسانية، وما زالت موقعاً ودوراً واعداً لمتابعة ذلك الدور على الرغم من كل الضغوط والحروب والتدخلات ومختلف الممارسات التآمرية التي تقوم بها قوى البغي والعدوان ومحاولاتها طمس وإخفاء تلك القيم التي أعطت سورية تلك المكانة التاريخية المتأصلة.

في مراجعتنا نرى عملية التسلسل المتعاقبة في تنفيذ بنود العدوان التآمري بدءاً بخلق حالة متوترة أساسها سيل الأكاذيب والروايات المختلقة للوصول إلى حالة افتراضية تجعل الصورة مشوشة وتسلب التفكير وتعطل العقل عن العمل وتزرع حالة الشك في القدرة على تجاوز الواقع الراهن وتقدم في النهاية حلولاً غريبة، هي في الحقيقة الهدف النهائي البعيد لذلك العدوان.

وهكذا نفهم أن جميع أشكال العدوان الإرهابي من قتل وتدمير وتهديد وحصار اقتصادي وفرض عقوبات وغزو سارق للثروات الاقتصادية من نفط وغاز وغيرها، لم تكن إلا خطوات شكلية قاسية لتحقيق الهدف الأبعد وهو كسر الإرادة السورية وإخضاعها للمطالب الأميركية والأوروبية والصهيونية في فرض مسارات سياسية تخدم المخطط الصهيوني التوسعي في المنطقة العربية كلها، حيث يتمكن كيان العدوان من التحكم والسيطرة الكاملة على مقدرات وثروات ومصير الأمة العربية كلها ويتجاوزها إلى منطقة أوسع تشمل آسيا الوسطى وسقفها وملامسة حدود الصين، وربما تجاوز ذلك إلى الداخل الصيني ذاته.

الإرادة الغربية الاستعمارية الغازية جوبهت بإرادة وعزيمة وثبات أكثر رسوخاً وقوة مما كان يتصور المعتدون، الأمر الذي استوجب اللجوء إلى استخدام أبشع أشكال العدوان وأكثرها توحشاً في التاريخ البشري، فبدأت الإجراءات العقابية الظالمة تأخذ طريقها إلى حياة المواطن السوري ومعاشه اليومي إمعاناً في حامل العزيمة الملتزم بسيادة بلده والمستعد للذود عنه بالنفس والولد والمال، الأمر الذي نراه ماثلاً للعيان في كل لحظة في جميع المحافظات السورية، فمقابل ضغط الواقع المعاشي الصعب نرى صورة الشهادة والاستشهاد البطولي في أبهى معانيها، فهل يبقى مكان لتساؤل بعد هذا؟

إنها المعادلة السورية الصعبة.

معاً على الطريق – مصطفى المقداد 

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف