نحترف الحياة

 لا أظن أنك ستجد سورياً واحداً على امتداد الوطن، ليس في قلبه غصة أو جرح، أو ما يمكن أن يقوله ويفيض به، حزناً ألماً، معاناة، ويدفع بالسؤال المر: ماذا فعلنا حتى يتكالب الكثيرون علينا ؟ صدرنا الحرف واللون والنوتة الموسيقية، ودجنا القمح، وبنينا المدن، ومن لقمة عيشنا، من رغيف خبزنا كان لكل محتاج نصيب، بغض النظر أكان صديقاً، أو شقيقاً، حتى اليوم مازالت خيرات بلادنا تذهب إلى أسواقهم، تجدها في منازلهم، أي عالم هذا الذي نراه، هي أسئلة نطرحها كل ساعة، ولابد من طرحها، وبلغة أكثر واقعية عن الدبلوماسية يجب القول: إننا في سورية نتكيء على إرث عشرة آلاف عام من الثقافة والنبل الأخلاقي والحضارة بمعناها الإنساني وليس التقني، لهذا لن تجدنا نشغل أنفسنا بالكيد والحقد على الآخر، أي آخر، نقبل على الحياة بملء العطاء، نعيش إنسايتنا، نقدم ما في قلوبنا من نور وأمل على طبق من عبق الدهر، حتى في السياسة والعلاقات الدولية، قمنا بذلك، لم نكن نخفي خناجر مسمومة، كانت الزنابق وياسيمن دمشق وحقول القمح، والزيتون، وبهاء الحياة، هويتنا لكل من تعاملنا معه. اليوم صباحاً، كنت أسمع فيروزيات (شام أف أم ) وفيروز تصدح بكلمات الأخوين رحباني:
عشرون عاماً وانا أحترف الحزن والانتظار
عبرت من بوابة الدموع
إلى صقيع الشمس والبرد
لا أهل لي في خيمتي وحدي
عشرون عاماً .. وأنا ..
يسكنني الحنين والرجوع
كبرت في الخارج ..
بنيت أهلاً آخرين ..
كالشجر استنبتهم فوقفوا أمامي
صار لهم ظلٌ على الارض
ومن جديدٍ .. ضربتنا موجة البغض
وها أنا أستوطن الفراغ
شردت عن أهلي مرتين
سكنت في الغياب مرتين
أرضي ببالي وأنا
أحترف الحزن والانتظار
كلمات تضعك في قلب وأتون الحزن والألم، تفرش أمامك صور ما كان من حلّ وترحال، واغتصاب للأرض العربية في فلسطين، والتغريبة التي مازالت تحاول أن تنتقل إلى كل بلد عربي، والأعراب أدواتها اليوم، فجأة تنقلب الصورة التي حاولت أن تسلب إرادة الفعل والحياة، تأمل المشهد السوري، اليوم وكل يوم ثمة أمل يكبر ويكبر، وملامح غد على الرغم من كل القساوة – يرتسم ويمضي بنا نحو غد لا نشك أنه محروس بدمنا، وبما جاد به السوريون، كل حيث هو، نحترف الحياة، لأننا أبناء الحياة والخصب والفعل، نعرف أن جذورنا ثابتة راسخة، وقاماتنا تصل السماء، نبتكر ألوان المقاومة والفعل .
نحنو على جراحنا، نبلسمها، ونطعم الكون من مزق القلب، ولا نقف عند لحظة يأس، نعرف أن الجرح أكبر من خارطة الكون كله، ولا ضفاف له، لكننا نعرف أن قلوبنا تتسع للكون بمجراته، ولكن هذه المرة مع بسمة شفقة على عالم خان فيه الكثيرون، ومع مقولة / إن للشام سيفاً تهزه بوجه المعتدين، وياسمينها لمن أتاها صديقاً …

معاً على الطريق- بقلم أمين التحرير ديب علي حسن

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة