الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
لا يخفى على أحد التأثير الصهيوني في النظام السياسي الأمريكي، لذلك يدرك أي رئيس أمريكي يصل إلى البيت الأبيض دور الحركة الصهيونية في أمريكا وسياساتها، التي تتبنى سياسات الكيان الصهيوني منذ منتصف القرن الماضي، بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية الحاضنة الأساسية للكيان، لذلك نرى أن مرشحي الرئاسة الأمريكية والمسؤولين الأمريكيين يتبارون بمدح كيان الاحتلال وتأييدهم ودعمهم لها.
ويسعى مرشحو الانتخابات الرئاسية إلى طلب ود الحركة الصهيونية، نظرا لتأثيرها الكبير في الانتخابات والنظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية المعقد، والقائم على أساس التحالفات وتقاطع المصالح، والذي يـتأثر سلبا وايجابا بالتطورات المحلية والدولية، وبجهود النخب السياسية والصناعية والثقافية التي تشكل ما يسمى بمجموعات الضغط ” اللوبيات ” العاملة في الداخل الأمريكي، إذ تعمل لترويج أفكار وطروحات في قطاعات السياسة والصناعة والزراعة والتجارة والثقافة هدفها الأساس هو التأثير على صنّاع القرار وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي، والوزراء، وأعضاء الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ، ووسائل الإعلام والإعلاميين، وكبار رجال الدين وقادة المجتمع المدني.
توجد في أمريكا 350 منظمة مرتبطة بالحركة الصهيونية أو موالية لها من بينها نحو 67 ” لوبي”، أي منظمة سياسية تعمل مباشرة لصالح الكيان الصهيوني من ضمنها “ لجنة الشؤون العامة الأمريكية”، اختصارا ” أيباك ” التي تعتبر الأكبر والأهم بين ”اللوبيات” العاملة في الولايات المتحدة، وأكثرها تأثيرا في توجيه السياسة الأمريكية المؤيدة للكيان الصهيوني.
فليس غريبا أن يعمل ترامب خلال فترة ولايته الرئاسية على التقرب من الكيان الصهيوني ومن اليمين العنصري فيه برئاسة نتنياهو، فجاء إعلانه بجعل القدس عاصمة للكيان ونقل السفارة الأمريكية إليها، وإعلانه الجولان السوري المحتل “أرض إسرائيلية”، إلى جانب زيادة المساعدات العسكرية والمالية للكيان، وختم ولايته بأن رعت واشنطن تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني.. بعد كل ذلك يأمل ترامب ان ينجح بكسب ود اللوبي الصهيوني والظفر بولاية رئاسية ثانية.
إلا أن جائحة كورونا وعدم قدرة إدارة ترامب على احتوائها وتصدر الولايات المتحدة الأمريكية أعداد المصابين بالمرض، إضافة لما أثارته حادثة قتل رجال الشرطة الأمريكية لرجل مدني أسود اللون من ردود فعل عارمة في المجتمع الأمريكي وتصاعد النزعة العنصرية فيه لدى البعض، كل ذلك أثر على شعبية ترامب وحزبه الجمهوري لصالح منافسه الديمقراطي بايدن، الذي أعطته أغلب استطلاعات الرأي الأمريكية الصدارة.
على أي حال، فإن يوم الانتخابات الذي تفصلنا عنه أيام قليلة هو الفيصل، وسيحدد من يصل إلى البيت الأبيض.
فبعد كل ما قدمه ترامب وحزبه للكيان الصهيوني، هل يستمر بولاية ثانية ويكسب الصوت الصهيوني في الانتخابات، أم ان فشله الداخلي سيقتص منه ويحرمه من الاستمرار في البيت الأبيض؟ .