الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
الغرض من الصحافة هو كشف الحقيقة – وخاصة الحقيقة غير المريحة – ونشرها لصالح المجتمع ، وفي المجتمع الحر يجب أن نكون على علم بالأعمال الإجرامية التي تقوم بها الحكومات باسم الشعب .
على مر التاريخ ، كشف الصحفيون النقاب عن الطرق العديدة التي تكذب بها الحكومات وتخادع- والأطوار الكبيرة التي ستقطعها لمنع الناس من اكتشاف ذلك .
والصحفيون الكبار ، مثل سيمور هيرش ، قد أبلغنا بمأساة مذبحة ماي لاي وسجن غوانتنامو والفظائع التي حدثت في سجن “أبو غريب” في العراق من انتهاك لحقوق الإنسان .
قبل عشر سنوات نشرت منظمة ويكيليكس التابعة لجوليان أسانج تقريراً كشف فيه كذب ونفاق الحكومة الأمريكية المثيرة للإعجاب ، لقد أظهر لنا في مقاله “يوميات حرب العراق” مدى وحشية الهجوم الأمريكي على العراق ، كما أخبرنا حقيقة الغزو والاحتلال الأمريكي لذلك البلد ، لم تكن هذه حرب دفاع ضد أمة تهددنا بأسلحة الدمار الشامل ، ولم تكن تلك الحرب لتحرير البلاد ، ولم نذهب إلى هناك لجلب الديمقراطية إلى العراق ، لا ، فقد تم إصدار ما يقرب من 400 ألف تقرير ميداني سري للجيش الأمريكي بتفاصيل قذرة يقول بأن الهجوم الأمريكي على العراق كان حرباً عدوانية قائمة على الأكاذيب ، حيث قتل وجرح مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء وتم اغتصاب النساء والأطفال وكل ذنبهم أنهم عراقيون ، فقد كان الجيش الأمريكي يصنف أي شخص قتله في العراق على أنه “مقاتل وعدو”.
علمنا أن أكثر من 700 مدني عراقي قُتلوا فقط بسبب وجودهم على مقربة من حواجز التفتيش الأمريكية بما في ذلك الأمهات الحوامل اللواتي يهرعن إلى المستشفى .
علمنا أن العسكريين الأمريكيين قاموا بشكل روتيني بتسليم “المعتقلين” إلى قوات الأمن العراقية وهم في حالة يرثى لها ، كانوا على حافة الموت بسبب تعرضهم للتعذيب والقتل في كثير من الأحيان ، فبعد عشر سنوات من العمل الصحفي الشجاع الذي قام به أسانج ، غيّر العالم وكشف عن إحدى جرائم القرن ، فإنه يجلس بمفرده في الحبس الانفرادي في سجن بريطاني .
إنه يجلس منفرداً وحيداً يقاتل من أجل حياته ، وبحال تم تسليمه بنجاح إلى الولايات المتحدة ، فهو يواجه 175 عاماً في سجن “سوبرماكس” لارتكابه تجسساً ضد بلد هو ليس من مواطنيها .
فيما يتعلق بحرب العراق ، فقد عاقبنا أصحاب الحقيقة وكافأنا المجرمين ” إننا نعيش في غابة ، فالقوي يفرض سيطرته ولو كان مجرماً “.
الأشخاص الذين كذبوا علينا عن عمد في الحرب مثل ديك تشيني، وجورج دبليو بوش، و “خبراء” المحافظين الجدد في بيلتواي، ومعظم وسائل الإعلام، لم يواجهوا عقاباً ولا عاراً مهنياً ولا حتى توجيه أي لوم لأفعالهم .
في الواقع ، لقد خرجوا من السجن مجاناً بل ازدهرت حياتهم وتم تكريمهم بأن نالوا مناصب عليا في بلادهم .
أوضح جوليان أسانج أنه نشر يوميات حرب العراق لأنه كان يأمل في تصحيح بعض الهجمات على الحقيقة التي حدثت قبل الحرب ، والتي استمرت حتى انتهاء تلك الحرب رسمياً ، اعتدنا أن نمدح الصحفيين الشجعان الذين لا يخشون مواجهة “الأشرار”.
الآن نحن نعذبهم ونحبسهم لأنهم يقولون الحقيقة ولم يدافعوا عن فساد حكامهم .
لقد حرص الرئيس ترامب على تحديد الهجوم الأمريكي على العراق باعتباره أحد “الحروب الغبية” التي التزم بإنهائها . لكننا لم نكن نعرف مدى هذا الغباء – والشر – لولا الإجراءات الشجاعة لجوليان أسانج الذي كشف عن تلك الوثائق التي تدين الهمجية الأمريكية ، لا ينبغي أن تكون الصحافة جريمة ويجب على الرئيس ترامب العفو عن أسانج على الفور .
بقلم رون بول
موقع Antiwar