الثورة أون لاين – حسين صقر:
ساعة واحدة من الغيث أو ربما أقل، كانت قادرة على إغلاق معظم الطرقات ولاسيما في المدينة، ساعة واحدة من خير السماء كانت كافية لأن تغرق الكثير من المنازل والأقبية بالأوحال والأتربة والمياه الآسنة، وما جرفته بطريقها من مخلفات الطرقات والأوساخ، وهو ما جعل الناس في معظم الأماكن يعيشون حالة من الخوف والترقب كي تأتي الجهات المسؤولة عن تخديم مناطقهم وتضع حداً للتقصير واللامبالاة وتهرب المعنيين من واجباتهم تجاه الأهالي الذين لا تقتصر معاناتهم على إصلاح وتنظيف مجاري المياه تحسباً للأمطار والطوارئ، ولاسيما أننا مقبلون على فصل الشتاء، الذي قد تكون أيامه مشابهة لبعضها في غيث السماء.
“الثورة” جالت على بعض الأحياء والمناطق في دمشق وريفها، وكانت المفاجأة، فمن دمر وركن الدين إلى صحنايا والأشرفية ونهر عيشة، ووجوه الأهالي تختصر المعاناة وتلخصها، حيث استيقظ أهالي دمر مثلاً على طرق المياه لأبوابهم، وأصوات أطفالهم الغرقى في أسرتهم وفرشاتهم، ومن هؤلاء الأهالي من نجا بأعجوبة، ومنهم من سخرته القدرة الإلهية ليكون عوناً ومعيناً لغيره من جيرانه وأقاربه، ليخفف عنهم ضغط المعاناة ولحظة المأساة، ولسان كل شخص يقول: لقد قصرت البلدية بإعادة وضع الريكارات والمطريات إلى وضعها الطبيعي بعد تعبيد الطرقات في عدة أماكن، وعزوا السبب بأن العمال ومتعهد الزفت أغلقوا تلك الريكارات، وبدل أن يحافظوا على المطريات فقد امتلأت بالأتربة والاوساخ لتأتي مادة الإسفلت وتغلقها بشكل نهائي وتخفي وجودها، وبهذا لم تجد المياه طريقها حتى خرجت عن مجراها إلى منازلهم وهم نيام، ويا غافل الك الله.
الأهالي هناك ومع كل أسف اضطروا لتكسير بعض جدران منازلهم، لتسريب المياه التي تجمعت وكادت تُغرق ساكنيها، ولم يخل الأمر من رضيع هنا ومريض او عاجز هناك، استغرق وقت إخلائه وقتاً طويلاً.
ولم يكن الأمر في صحنايا والأشرفية وركن الدين أقل وطأة، حيث تعرضت بعض الأقبية والمنازل لتجمع مياه الأمطار التي فاضت عن الطريق لذات الأسباب وعدم تنظيف المطريات والريكارات، حيث على الوعد ياكمون منذ سنوات، لكن الأهالي توسموا خيراً برئيس البلدية الجديد أن يعالج المشكلة التي مضى عليها سنوات، وكذلك اغلقت المياه الطريق في نهر عيشة وتسببت بعرقلة السير، وتأخر الموظفون والعاملون والطلاب عن أماكن عملهم ودوامهم أيضاً لذات الأسباب.
الأهالي في تلك الأماكن وغيرها يطالبون بتحميل البلديات المسؤولية الكاملة عما جرى، ولاسيما أن موسم الأمطار في بدايته، ويتوقعون أن تكون الأيام القادمة أكثر خطراً عليهم في حال بقيت المشكلة على حالها، حيث يتطلب ذلك العلاج السريع، وإلا قد تتفاقم المعاناة وتتسبب بضحايا في المرات المقبلة.