الثورة أون لاين _ ابتسام هيفا:
تعد الحرائق من أشد وأخطر الكوارث البيئية والطبيعية التي تتعرض لها حقول الأشجار المثمرة والمناطق الحراجية، ونظراً لشدة الحرائق التي تعرضت لها محافظة اللاذقية خلال الشهر الماضي وعددها (103 حرائق) في مختلف مناطق المحافظة وما خلفته من خسائر بيئية ومادية كبيرة، أقام مركز البحوث العلمية الزراعية باللاذقية ورشة عمل ميدانية بالتنسيق مع مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في اللاذقية (دائرة الإرشاد الزراعي) ونقابة المهندسين الزراعيين في اللاذقية ونقابة عمال التنمية الزراعية تحت عنوان ” الإدارة الفنية لحقول الحمضيات والزيتون المحروقة وأسس تأهيل مواقع الغابات بأنواع مقاومة ومتعددة الاستعمالات ” في الوحدة الإرشادية في بللوران والحقول المحيطة بها .
دور البحوث العلمية الزراعية..
د. محمد سلهب أكد على أهمية ودور البحوث العلمية الزراعية بكوادرها المختصة في نقل المعلومة الفنية والعلمية حول كيفية التعامل مع حقول الزيتون والحمضيات المحروقة، وأهمية الدراسات المتعلقة بالأراضي الحراجية المحروقة (مساحة الغابة، النوع المزروع، نسبة الضرر، نوع التربة…)، كما أكد على أهمية تضافر جهود مختلف الجهات المعنية لإعادة تأهيل مختلف الحيازات المتأثرة جراء الحريق.
وبين د. فاضل القيم ” باحث في مركز بحوث اللاذقية ” أنه لابد من اتخاذ الإجراءات التالية لبساتين الزيتون المحروقة (المعمرة والحديثة الزراعة) تتجلى باستبدال الأشجار بعمر 1- 7 سنوات بغراس جديدة، أما بالنسبة للأشجار القديمة فلا تقلم أبداً ونحافظ عليها إلى الربيع القادم، بعد أن نقدم لها حراثة مفردة عميقة بين صفوف الزيتون المحروق وإضافة المادة العضوية والأسمدة المركبة NPK إن أمكن ثم السقاية مباشرة أو الاستفادة من مياه الأمطار.
– اما د. علي الخطيب ” باحث في مركز بحوث اللاذقية “فاوضح أنه بالنسبة لأشجار الحمضيات التي تضررت بشكل غير مباشر من الحريق (لم يصل الحريق إلى الشجرة) ترش برشة نحاس وتقدم لها الأسمدة الأساسية (فوسفور، بوتاس) وسماد عضوي وتترك حتى الربيع، أما الأشجار المتضررة بشكل مباشر أيضاً تترك للربيع وتقلم تقليما جائرا عند منطقة الضرر، أما إذا كان الضرر كبيرا فتقطع من سطح التربة وتترك للنمو الطبيعي وتطعم فيما بعد، والأشجار المحترقة كلياً مع المجموع الجذري تقلع كلياً مع المجموع الجذري وتستبدل بغراس جديدة.
التسميد الأخضر..
بدوره اقترح م. رأفت البهلول ” رئيس محطة بحوث كسب” حلا إسعافيا بإجراء التسميد الأخضر (إضافة النباتات البقولية كالفول والبيقية) مع تسميد عضوي (سماد بلدي متخمر) ومعدني (سوبر فوسفات ثلاثي) بعد هطول الأمطار الخريفية تحت ظروف الزراعة الحافظة (بدون حراثة) ويمكن تحريك التربة بالحد الأدنى بعد هذه الإضافات بعزق التربة بعمق 5 – 7 سم بعكس الانحدار (بدون الدوران حول الشجرة) وبعرض حراثة 1 م تحت مسقط الشجرة على بعد 1 م من جذع الشجرة مع انتظار قدوم الربيع القادم.
اجراء تحليل ترب المناطق المخروقة..
المهندسة سلاف حلوم ” رئيس محطة بحوث الهنادي” بينت أهم التغيرات التي تطرأ على التربة المحروقة مثل درجة Ph التربة والمادة العضوية والعناصر الغذائية بوتاس آزوت فوسفور وكالسيوم ومغنزيوم كما تناولت ضرورة إجراء تحليل ترب المناطق المحروقة لمعرفة التغيرات التي طرأت عليها قبل إضافة أي أسمدة كما تحدثت عن أهمية أخذ العينة الترابية بطريقة صحيحة وكيفية أخذ العينة ليصار إلى تحليلها في مخابر محطة بحوث الهنادي وتقييم الواقع الخصوبي لها.
تدهور الغطاء النباتي..
واوضح د. عمار عباس ” رئيس دائرة الموارد الطبيعية – مركز بحوث اللاذقية ” أن الحرائق تعد أحد أكثر عوامل تدهور الغطاء النباتي في حوض الساحل حيث تتسبب بزوال مساحات كبيرة من الغطاء النباتي الطبيعي، تكشف التربة، وبالتأكيد حدوث انجراف مائي نظراً لغزارة الهطولات المطرية في المنطقة الساحلية.
وبين عباس النقاط السابقة كانت دافعاً لتنظيم بحث مشترك مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد لمنطقة بللوران عام 2018 بعد حرائق عام 2017، تم اختيار بللوران لأنها مسقط مائي غابوي أليف حرائق (صنوبر)، ارتفاعات مختلفة عن سطح البحر وانحداراتها تصل إلى 60%، حرائق متكررة ينتج عنها توضع طبقات كتيمة كارهة للماء مما يتسبب بانجرافات كبيرة بوجود هطولات تزيد عن 800 مم/ سنة، فضلاً عن وجود سد بللوران التخزيني والذي يسبب تراكم الطمي ومخلفات الحرائق بانخفاض السعة التخزينية له، بالتالي لابد من إعداد قواعد بيانات وثيقة تسعى لتأهيل المواقع المحروقة بالاستناد لصور الأقمار الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية واقتراح خطط تشجير ملائمة بأنواع حراجية مقاومة ومتعددة الاستعمالات.
أنواع الحرائق..
المهندس فادي قازنجي “رئيس شعبة بحوث الحراج – دائرة بحوث الموارد الطبيعية ” تحدث عن أنواع حرائق الغابات (سطحي، تاجي، أرضي)، وأنه لابد من إتباع النظام الفعال لحماية الغابات من الحرائق عبر إتباع الإجراءات الثلاثة الفعالة (إجراءات وقائية لمنع حدوث الحرائق، إجراءات هادفة للكشف عن الحرائق، إخماد الحرائق).
اقامة مشاتل مؤقتة..
واشار د. سامر ناصر ” مركز بحوث اللاذقية ” أنه عند وضع خطة إعادة تأهيل المواقع المتضررة بفعل الحرائق علينا العمل وفق محورين أساسيين (المواقع الحراجية المحروقة والمشاتل الحراجية)، حيث لابد من الكشف الميداني للمواقع وإعداد استمارة خاصة بكل موقع، وانتقاء أنواع مناسبة للتشجير، وفي المشاتل علينا جمع البذور من أمهات بذرية ذات مواصفات جيدة، وتأمين مكان حفظ وتخزين البذور، وتشجيع إقامة المشاتل المؤقتة.
وأضاف المهندس بشار طوبو أنه عند إعادة تشجير المناطق المحروقة والدراسة لابد من التركيز على زراعة أنواع مقاومة للحرائق ومتعددة الاستعمالات تناسب تربة وبيئة وظروف الموقع المحروق، والتركيز على الأنواع عريضة الأوراق لإدخالها كأحزمة ضمن الغابات الصنوبرية وتستعمل كخط نار ضمن الحريق لمقاومة الحرائق مثل الخرنوب والقطلب.
وذكر د. أحمد محمود أن التجدد الطبيعي للغابات يشمل مجموع الإجراءات الواجب اتخاذها لإعادة الغطاء النباتي إلى ما كان عليه قبل الحريق ويشمل (منع التدخل في المواقع المحروقة لمدة عامين على الأقل من أجل إعادة الأشجار التي كانت سائدة، منع الرعي بكافة أنواعه في هذه المناطق)، بعد سنتين يتم التدخل الإيجابي من خلال التخلص من الأعشاب الضارة والنباتات الشوكية والغازية ورعاية البادرات والقيام بالتشجير بالأنواع المناسبة.