الثورة اون لاين – فاتن أحمد دعبول:
تنوعت قضاياه الشعرية في رحلته مفتوحة الضفاف على عالم مشدود إلى أرضه وناسه وبلده وقيمه الثقافية وتراثه الثقافي.
عشق الشعر منذ نعومة أظفاره وكتبه وهو لا يزال يافعا، وغزا الشعر بأنواعه كافة، متدفقا في لغته التي لاتكتفي بالجمال، بل ذهبت إلى المختلف وكأنه النحات الذي يشتق من معاجم اللغة طقوس قصيدته.
الشاعر القلق توفيق أحمد على حد قول المتنبي” على قلق كأن الريح تحتي” في وقفة عند تجربته الشعرية ، حل ضيفا على الجلسة الثانية من فعالية” تجربة أديب” في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، بإدارة الأديب صبحي سعيد الذي افتتح الجلسة بالقول:
أهم مايلفت انتباهي في تجربة توفيق أحمد الشعرية، هو الانطلاق من الواقع إلى الحلم الذي يسكنه، يحرك أفكاره، مشاعره، وقد أشار غير باحث إلى الاهتمام الحميم الآسر بالمرأة، وهو بدوره يعترف بقوة الحب المطلقة، مايؤكد أنه الطاقة التي تحرك عالمه الوجداني.
شاعرية .. مرهفة
وفي مداخلته يقول د. عبدالله الشاهر أن الشاعر توفيق أحمد مازال يحن إلى قريته وثوب أبيه، وتربطني معه علاقة وطيدة امتدت لسنوات، عرفته شاعرا صادقا، وصديقا مخلصا عفويا في تعامله، لم تغيره المدينة بعلاقاتها المتشعبة، بل لا يزال يقبع بين جدران قلبه رجل القرية الطيب.
أحببت شعره فألفت كتابا” الصورة الشعرية .. توفيق أحمد أنموذجا” لما في شعره ونصه من جماليات تشد القارىء، ولغة شفيفة راقية تعامل معها الشاعر بعفوية، فكانت لغة قصائده راقية، جميلة مموسقة، كتب عن الحب والتاريخ والأجمل ماكتبه عن قريته.
شاعر مجرب بامتياز
وبين الأديب مرهف زينو أن شعراء الثمانينات لم يأخذوا حقهم من الدراسة والاهتمام، والشاعر توفيق أحمد أحد أعمدتها، وهو شاعر مجرب بامتياز، لم يجرب لمجرد التجريب، بل كتب في أنماط الشعر كافة وأبدع في جميعها، مايؤكد أنه شاعر متعدد الثقافة، ونوه بدوره لكتاب” فارس وتخوم” والذي يضم دراسات تناولت جوانب من تجربة توفيق أحمد الشعرية.
آراء .. وإجابات
وفي إجابته عن أسئلة الحضور، تحدث الشاعر توفيق أحمد عن الحداثة وبأنها طاقة تتفجر لغويا وفكريا وموهبة، والحداثة لاتختص بنوع معين بل تمتد لتشمل كل أنواع الشعر.
وأضاف: قرأت معظم الشعر العربي وتأثرت” بالمتنبي، بدوي الجبل، نديم محمد، عمر أبو ريشة” وغيرهم من الشعراء العرب، قرأت كثيرا، وجمعت العديد من الكتب والشعر، ولي بعض الآراء الإيجابية والسلبية على البعض من الشعراء.
ولاشك القمم الشعرية تتكرر والزمن كفيل بغربلة الشعراء ليكون لدينا من القمم مانفخر بهم، والأمر مرهون فقط للوقت الذي سيقدم لنا من الشعراء الكبار ممن يضاهي امرؤ القيس وغيره.
وفي إجابته عن السؤال أن الإعلام لم يستطع أن ينتزع من الشاعر اهتمامه بالشعر، يقول: أنا قارىء نهم، وقبل أن أتقدم لامتحان الشهادة الثانوية، كنت قرأت 800 كتاب، فعندما يكون لديك ملكة الانحياز إلى جنس أدبي وتمتلك اللغة، تستطيع أن تختار الجنس الأدبي الذي ستكتب فيه، وقد امتلكت اللغة من خلال هذه القراءات، فاتجهت إلى الشعر، وفي عملي في الإذاعة والتلفزيون كنت منحازا للحالة الثقافية والمثقف في سورية.
وعن نهجه في الإدارة قال: أنا أحترم كل كاتب، وفي أي جنس أدبي يكتب به، حتى أني طبعت عدة كتب لم تكن في خطة الوزارة ومنها الكتب العلمية لفائدتها الكبيرة، وكنت أكافىء العمال على جهودهم المضنية وأقدم لهم الشكر والثناء.
أما فيما يخص سؤال، هل مازال الشعر ديوان العرب؟ يقول بالطبع لايزال الشعر ديوانهم، ويحفظ أيامهم، ومن المهم أن يقرأ الشعراء في الفلسفة ويتعمق بها وكتب التراث والشعر، فالشاعر الحقيقي أساسه الفلسفة والحكمة.
وتخلل الحوار الكثير من الطروحات التي تعمقت في تجربة الشاعر توفيق أحمد الغنية، كما اتسمت الجلسة بالحميمية، وقرأ الشاعر بعض قصائده وأشار أن العديد منها هي مغناة.