ثورة أون لاين – ملك خدام:
إذا لم يكن ما تريد، أرد ما يكون… عبارة تتردد عقب صدور نتائج المفاضلة الجامعية، نخدر بها من لم يوافق حساب الحقلة عنده حصاد البيدر…
فمن لم يحالفه الحظ (أمام ارتفاع المعدلات ) المصابة على ما يبدو بعدوى ارتفاع معدلات إصابات الكورونا التي كانت عذر البداية في انقطاع طلابنا عن مدارسهم ومعاهدهم ، والتشدق الإعلامي بأن مستقبلهم بخير مع التسهيلات التي منحت بضغط المنهاج وادعاء سهولة الأسئلة أمام الاختيار من متعدد وتيسير ظروف الامتحان … كل ذلك لم يجد نفعاً في مفاضلة جائرة سحبت باليمين المزايا التي منحت لطلابنا خلال أشهر الانقطاع..
ما أود قوله أن رفع المعدلات لأول مرة تصاعدياً على هذا النحو 233.2 طب، و 237 منح.. والموازي 230 وما فوق.. هذا أربك طلابنا في اختياراتهم التي انعطفت بعيداً عن آمالهم ما يؤكد أن مجمل التصعيد في المعدلات صب ريعه بالتأكيد في مصلحة الجامعات الخاصة، أو جير للموازي في سياسة شد الأحزمة والبحث عن مصادر إضافية لرفد الخزينة العامة، ولو كان هذا على حساب آمال وآلام طلابنا..
لا أدعي شرف بلسمة الجراح ولكن مقارنة بسيطة بين معدلات هذا العام والذي فات أو قبله يوضح حجم الإحباط وكسر مجاديف الطلاب أمام نتائج لم ترحم من قضى جل وقته في طلب العلا وسهر الليالي ليحرز المعدل الذي يؤهله للطب أو الهندسة ووجد نفسه في الاقتصاد مثلاً..
رحم الله أيام التسجيل المباشر بلا مفاضلة ، على الأقل كان الطالب يعلم وجهته بلا حرق أعصاب في سعير انتظار نتائج المفاضلة التي صادرت أحلامه ووضعته أمام ضفة أخرى لبحر لا قرار له.. طالبة منه السباحة نحو هدف في المجهول
مآل القول أن ما حدث هذا العام سيحبط حتى طلاب العام الدراسي القادم فيستنكفون عن الجد والتعب في التحصيل معتبرين بما حدث مع من سبقهم من زملائهم في مفاضلة جردتهم جامعياً من أحلامهم.
أنا لا أنكر بالطبع أن نسبة لا بأس بها التحقت هذا العام بالتحضيرية أو ظفرت بمنحة ما، ولكن ماذا عن الغالبية التي فقدت بوصلتها ولما تبدأ بعد خوض غمار البحار.. إن بعض هؤلاء مازال يصبو إلى فرصة العمر في الخاص ولو اضطر أهله إلى بيع البيت الذي يأوي إليه. فماذا عن شعارات اضمحلت عن آمال طلابنا بمجانية التعليم وتكافؤ الفرص التي ولت إلى غير رجعة.
لا نملك إلا تقديم العزاء لطلابنا الذين لم يحالفهم الحظ بالظفر برغبتهم الحقيقية في بداية حياتهم الجامعية.. فربما تجري الرياح بما تشتهي السفن.