رسمياً بتنا في فصل الشتاء.. فالبرد هو من يحدد التوقيت الشتوي للمواطن.. يحدده بمساعدة أمطاره ورياحه.. وهو فصل تشعر به البلاد كلها عندما يحل عليها باستثناء الذين لم يسمعوا بوصول الشتاء، ومازالوا يوزعون التصريحات “الصيفية” عن همتهم في توزيع المازوت.
وعلى اعتبار أن الطعام عامل مساعد على الدفء شتاءً، لاتزال وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تطلق التصريحات عن حق المواطن في الحصول على المواد الأساسية بأسعار مناسبة، في محاولات إعلامية لم تقنع إلا الوزارة نفسها في ترويجها لنشاطها المزعوم، ومتابعتها لمسألة الأسعار.
أما تفوق وزارة التجارة الداخلية على نفسها، فهو في دعوتها المواطنين التفاعل مع تطبيق عين المواطن لتوثيق فساد الباعة (طبعاً باعة البسطات والبقاليات)، لتطبيق أقصى العقوبات بحقهم، أما فساد مراقبيها التموينيين فلم تأخذها بعقوبتهم لومة لائم، إذ عمدت تلك الوزارة الصارمة إلى نقل ثلاثة من المراقبين الذين صورتهم الكاميرات يتقاضون الرشوة من السوق.
كم من الأمثلة يمكن للمواطن سردها وحكاية تفاصيلها عن استخفاف بعقله يمارسه يومياً المصرّحون من أصحاب الياقات العالية التي تمنعهم من الالتفات إلا لمن يحيطون بهم..
لا يمكن الإحاطة بحالات التجاوز التي تمارسها بعض الوزارات والإدارات بحق المواطن، وإن كانت الأمور مسبقاً تلزم المسؤول أو الموظف بالتبرير فهم اليوم مرتاحون لتلقف البطاقة الالكترونية كل العبء عنهم، وإحالة التجاوزات والتقصير والفساد إلى خانة “السيستم معلّق” أو يحتاج التحديث.
إن تجاوز كل الخطوط بدءاً من المازوت وصولاً إلى الخبز.. ومن قدم الاقتراح بهما ربما لم ينتبه (وربما انتبه) أنه يعلّم المواطن تجاوز كل الخطوط مهما كان لونها..!!.
الكنز- مازن جلال خيربك