ربما هي المرة الأولى التي تنظر فيها أميركا إلى مرآة انتخاباتها… الوجه القبيح للديمقراطية يطل من البيت الأبيض، العالم كله يراه.. لم تعد الحسناء الأميركية بطلة قصص الحضارة والحرية بعد اليوم..
هل هذه انتخابات رئاسية لدولة عظمى حقاً!! طالما تباهت بتصدير النموذج الديمقراطي وتعظيم المواطن على حساب صورة رجال السلطة، لدرجة أن رئيس دولتها قد يخلع لمخالفة مرورية أو علاقة غرامية؟!!
لماذا هذه الاستماتة من ترامب وبايدن على كرسي البيت الأبيض..!! لن نتحدث عن تراشق المرشحين بتهم التزوير والغش وخطف صناديق الاقتراع والصراع على مايكروفون الخطابات وإعلانات الفوز.. نتحدث عن أميركا المنقسمة والمتصدعة بعد زلزال هذه الانتخابات..
لم يكن ترامب يمزح عندما قال سأشعل حرباً أهلية في حال فوز بايدن.. ذهب إلى أكثر من ذلك.. أميركا تتلون بالأبيض والأسود حتى الألوان الحيادية اختارت خندقها.. أميركا البيضاء أولاً هي آخر تطورات الانتخابات التي باتت في الشوارع والمظاهرات والمحاكم وليس في صناديق الاقتراع.. قادر ترامب بشخصيته الرعناء الذهاب بالمشهد إلى التقسيم.. لكن هل يستطيع بايدن العودة بما يجري إلى الوراء ودرء الصدع، وهو صاحب الكاريزما الضعيفة والكلاسيكية والعجينة اللينة لدرجة أن إسرائيل تفضله على ترامب الذي كان فانوساً سحرياً لها..؟
ثمة من قال في الصحافة إن ترامب بالنسبة لنتنياهو كان مجرد منديل يستعمل لمرة واحدة.. حتى يهود أميركا لم يصوتوا لترامب.. أولاً لأنه جمهوري وهم ميالون تاريخياً للديمقراطيين، وثانياً لأنه ترامب الذي قاد الفتوحات البيضاء في أميركا على حساب الولاء الخاص لهم..
ليس المهم أن يخرج الدخان الأبيض من البيت الأبيض بعد انتخابات طويلة.. اللافت أين هي الدولة العميقة من ذلك، وكيف سمحت بهذا المشهد الذي يرشح أميركا للانقسام، وهي التي ارتدت حزام داعش لتفتيت الشرق الأوسط؟!!.
البقعة الساخنة- عزة شتيوي