رهانات خاسرة

تهور في السلوك، وقراءة خاطئة لحقائق الأمور، واصطفافات على قاعدة شخصية ضيقة، هي صفات ما يمكن تسميته سياسة ميليشيا “قسد” الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي، بشكل خاص، ومتزعميهم من أصحاب الرؤوس الحامية، الذين يواصلون الرهان على الأميركي، لتحقيق حلمهم الانفصالي عن الوطن الام سورية.
تلك السياسة الرعناء، أو الأداء الارتجالي لميليشيا “قسد”، تعكسه ردود فعل حاضنتها بمحلليها السياسيين، ومواقعها الإعلامية، حيث الاندفاعة الكبيرة، والأمل المرجو، من وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الابيض، والاستشهاد بكلام “انتخابي” قاس ضد النظام التركي وسياسته، هذه الوعود الانتخابية، والتي غالبا ما تكون سلماً من “نايلون” للوصول إلى الكرسي الرئاسي، كان لها صداها غير الطبيعي، لدى الحالمين، الانفصاليين، الأمر الذي دفع بهم إلى الرهن مجدداً على الخيط الأميركي الرفيع لإحداث تغيير كبير في مشهد الجزيرة السورية.
رغم الطعنات التي تلقاها متزعمو قسد ممن يدعون تحالفهم مع الولايات المتحدة الأميركية، فهم يرفضون حتى الآن التوجه غرباً نحو لم ووحدة الأرض السورية، والعودة إلى جادة الصواب، والانخراط مجدداً في مقومات الدولة الأم، وهم في هذه الأيام يرمون بخذلانهم، ويبررون الطعنات الأميركية، بردها إلى أفعال شخصية للرئيس دونالد ترامب، وليس إلى سياسة أميركية عامة، وهذا وهم آخر يضاف الى سلسلة الأوهام التي يسعون إلى تحقيقها دون جدوى.
كتبنا كثيراً بأن التاريخ أثبت أن الانفصاليين لا يتعلمون من تجارب الماضي، ولا يؤمنون إلا بالتجربة الشخصية، التي أثبتت “للتذكير مجدداً أن جميع من دعمهم يوماً ما لإقامة “دولة” لهم، لم يكن غايته إلا مصالح شخصية، ومخططات خارجية، اتخذهم مطية، وحصان طروادة لتنفيذ غاياته، ولاحقاً كانوا عبيداً في سوق النخاسة، يباعون إلى المجهول أو إلى مصير مجهول وأكثر سوداوية مما يكون عليه، لتبقى حقيقة واحدة، هم مستعمرون وأنتم أداة، ليس إلا.
بالأمس شبهنا “قسد” بالصهيونية، واليوم تثبت ذلك فمجرد بدأت شمس ترامب بالغروب، تم نعته كما فعل الصهاينة بأنه الرئيس الأسوأ، والأكثر خطراً على العالم، وإن كنا نوافقهم الرؤية هذه، إلا أن السؤال أين كانت تلك الرؤية السابقة، عندما كانت إدارة ترامب تبيع وتشتري بهم، وهم نيام خانعون؟؟!.

حدث وتعليق- منذر عيد
moon.eid70@gmail.com

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب